الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 16 مارس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جنة مغلقة
أختي العروس جنةٌ مُغلقةٌ، عينٌ مقفلةٌ، ينبوعٌ مختومٌ ( نش 4: 12 )
هنا يرسم العريس أخته العروس في صورة جذابة، فهي تُرى هنا كالجنَّة، وللجنَّة مكان خاص في فكر الله. وبمقارنة تكوين1 مع تكوين2: 8 يتضح لنا أن الجنَّة كانت عمل يديه مُبينًا بذلك اهتمامه ومسرته بها، وفي هذا إشارة على أن قديسيه هم لمسرته ولمسرة قلب ابنه الحبيب.

إن العروس هي «جنَّةٌ مُغلقةٌ، عينٌ مُقفلةٌ، ينبوعٌ مختومٌ»، فهي له وحده دون سواه. إنها جنته، وهذا ما يجعلها جميلة في عينيه، وهذا ما يجب أن يراعيه المؤمن في حياته، أن تكون حياته بجملتها للرب، فإن جنته ليست حديقة عامة يستطيع أن يدخلها كل مَنْ يشاء. إنها «مغلقةٌ» لتكون له وحده، وإننا لا نستطيع أن نكون «كعذراء عفيفة للمسيح» إلا إذا كنا نحرص على الاحتفاظ بأنفسنا بعيدًا عن مؤثرات هذا العالم.

عندما كان يموت شخص ما من إسرائيل في خيمته، فإن كل إناءٍ مفتوحٍ ليس عليه سِدَادٌ بعصابة يكون نجسًا ( عد 19: 15 ). وإننا موجودون في عالم ساده الموت الروحي، وقد غشَّى فساده ورائحته النتنة كل شيء، فلكي نكون طاهرين، يجب أن نكون أواني مُحكمة القفل. نعم ما أحوجنا ولا سيما في أيام الارتداد هذه إلى أن يكون كل مسيحي حقيقي ”مغلقًا“ و”مُقفلاً“ و”مختومًا“. وإن كان العالم يعتبرنا ضيقين، ولكن يا لها من كرامة بل وفرح يغمر نفوسنا إذ نحتفظ بكياننا للمسيح وحده. وهل ندم أي مسيحي في كل حياته وإلى نهايتها لأنه كان بجملته للمسيح؟ ولكن ما أكثر الذين حزنوا وندموا لأنهم لم يتفانوا في تكريس ذواتهم له. لقد توسل المرنم التائب إلى الله قائلاً: «اغسلني فأبيَّض أكثر من الثلج» ( مز 51: 7 )، فهل لنا مثل هذه الرغبة الصادقة في الطهارة؟ لا، بل إن قصد إلهنا من نحونا هو أسمى من ذلك، فإنه يريد من كل مَنْ له الرجاء بأنه سيكون مثل المسيح عندما يراه كما هو، أن «يطهِّر نفسه كما هو طاهر» ( 1يو 3: 3 ) وهذا ما يحفظنا من كل المؤثرات التي في هذا العالم.

ومتى سمونا إلى هذا المستوى، فلا يكون مقياس حياتنا ما هو مُحلل أو مُحرَّم، وهذا ليس معناه التساهل مع الشر أو شبه الشر، بل يكون هدفنا ما هو مرضي ومُسرّ للمسيح، وتكون غايتنا أن جنته تأتي بالثمر المُشبع والمُلِذ لقلبه.

متى بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net