الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 مارس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عندما تأمر السماء
أنا الربُّ في وقتهِ أُسرع به ( إش 60: 22 )
قال أحد رجال الله مرة: عندما أطلب شيئًا من الله، فإن كل ما أقوله له في الصلاة هو: ”رِد يا رب“. فيكفي أن تريد السماء شيئًا لتأمر به ويأخذ طريقه إلى النفاذ فورًا. دعنا فقط نتذكر ثلاثة أمثلة من الكتاب هي: يوسف، ومردخاي، ولعازر. ولنتتبع الثلاثية الآتية:

(1) الأمر مؤكد من السماء: فليست المسألة مشيئة الإنسان نفسه، أو رغبة المُحيطين به، من أحباء أو أعداء، بل إرادة السماء. لقد كانت إرادة الله ليوسف رِفعة أعظم مما قصدها له يعقوب أبوه، أو فوطيفار رئيسه. وعلى النقيض التام من أفكار إخوته الحاسدين، وحقد وكراهية الفاسدين. وكانت مشيئة الله لمردخاي وشعبه بركة لم يحلم بها المُحبون، وعلى النقيض مما تشاور به الكارهون. وكان قصد الرب للعازر لا أن يُشفى جسده كما أراد الأحباء، ولا أن يؤبَّن بالبكاء كما فهم الأصدقاء، بل أن يُقيمه المسيح من الأموات فيتمجد الله. وفي كل مرة كان أمر السماء هو المؤكد «الرب في العُلى أقدر» ( مز 93: 4 ).

(2) الأمر ينفذ بكل جلاء: وعندما أرادت السماء المجد ليوسف بعد المذلة، اختفى المعطلون، بل وتحوّل السجانون إلى منفذين لأمر فرعون الذي ائتمر وقتها بأمر السماء! وعندما شاءت السماء الرِفعة لمردخاي، انتفَت مشورة الكائدين له، وتحولت خشبة هامان من صليب لمردخاي إلى صلبه هو عليها كما أمرت السماء!

وعندما قصدت السماء امتداد حياة لعازر بعد أن «مات ودُفن وأنتن في القبر»، لم يقف لا الموت، ولا تحلل الجسد، ولا القبر حائلاً أمام صوت ابن الله!

دعونا نتيقن إذًا: أنه إذا أمرت السماء بشيء، فلننسَ المعطلات والمعوقين، ولنتيقن بإيمان راسخ أن كل هذه ستختفي من المشهد، بل وتتحول لإتمام أمر السماء نفسه!

(3) الأمر مُعجَّل دون إبطاء: وعندما يأتي وقت الرب، فلا يوجد أي داعٍ لأي إبطاء أو تأخير. فعن يوسف نقرأ: «أسرعوا بيوسف» ( تك 41: 14 ). وعن مردخاي قيل: «في تلك الليلة طار نوم الملك» ( أس 6: 1 ). وبخصوص لعازر ظنت مرثا أخته أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير، إلا أن وقت إقامته كان قد حان، فتم الأمر في الحال بكلمة من صاحب السلطان المُقتدر ( يو 11: 24 ، 44)؛ ذاك الذي بيده كل أمورنا، الإله الحكيم وحده. له كل المجد والسجود.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net