الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 مارس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ليلة حساب مغلوط
.. يا نفسُ لكِ خيراتٌ كثيرة موضوعة لسنين كثيرة ... فقال له الله يا غبي! هذه الليلة تُطلب نفسك منكَ. ( لو 12: 19 ، 20)
أيها القارئ العزيز .. هل سمعت قط مفاجأة كهذه؟ هل حدث أن تصرفت مثل تصرف هذا الرجل؟ قد يكون الله جعلك تغتني وتزداد في أمور هذا العالم، وقد تكون قد خططت لمستقبلك لفترة ليست بقليلة، ولكن قف قليلاً: ماذا عن خلاص نفسك؟ ماذا لسيدك عليك؟ أخشى أن تكون قد أسقطت الله من حسابك، وألا يكون له مكان في مشاريعك وفي أفكارك مثل ذلك الرجل!

لقد أسقط ذلك الرجل الأبدية من حسابه واطمأن واهمًا لخيراته وأعوامه الكثيرة، ثم أغمض عينيه وراح في النوم راضيًا مسرورًا مترقبًا مستقبلاً عظيمًا يدوم لسنين كثيرة يتمتع فيها بملذات جسدية وفيرة. ولكن يقتحم المشهد الليلي زائر غير مرغوب فيه .. الموت. ويسمع صوت الله قائلاً لنفسه المُذنبة الخالية من الله: «يا غبي! هذه الليلة تُطلب نفسك منكَ، فهذه التي أعددتها لمَن تكون؟». يا له من أمر قَلَب خططه رأسًا على عقب. لقد عمل حسابًا مغلوطًا ولم يتحقق شيء مما خططه، بل وجد نفسه ينتقل فجأة من الزمن إلى اللازمن .. إلى الأبدية، وآخر كلمة سمعها على الأرض كانت كلمة من الله موجهة إليه قائلة له: «يا غبي».

إن الكتاب المقدس يكلمنا عن أنواع وعينات من الأغنياء، وهذا الرجل يمثل عينة كبيرة من الأغبياء يعيشون في عالمنا اليوم، وهم الأغبياء الناسون الله، المُهملون لأبديتهم، وتراهم في المدينة وفي القرية. ترى الفرد منهم ليس له شعور بمحبة الله له، ولا يحس بوجوده وصلاحه وفضله عليه .. فهو ليس غنيًا لله المانح لكل شيء. وهذا الغني في هذ المَثَل ليس وحده في هذا المضمار إذ يقول الرب يسوع: «هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيًا لله» (ع21). فليأخذ القارئ عِبرة من هذا المشهد؛ مشهد حساب خانه التقدير السليم، لأن صاحبه كان يخطط غير واضع الله في اعتباره، فلم يستَفِد شيئًا بل خسر نفسه.

لنتأمل حسابًا آخر حسبه إنسان خسر كل شيء في العالم وربح المسيح، فقال: «ما كان لي ربحًا، فهذا قد حَسبته من أجل المسيح خسارة» ( في 3: 7 ). أما عن حسابه في الحاضر فيقول: «بل إني أحسب كل شيءٍ أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي، الذي من أجله خسرت كل الأشياء، وأنا أَحسبها نفاية لكي أربح المسيح» ( في 3: 8 ).

و.ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net