الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 9 مارس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حياة الفطير
سبعة أيام لا يوجد خميرٌ في بيوتكم. فإن كل مَنْ أكل مُختمرًا تُقطع تلك النفس من جماعة إسرائيل ... في جميع مساكنكم تأكلون فطيرًا ( خر 12: 19 ، 20)
إن قَطْع الإسرائيلي من الجماعة يقابل منع المسيحي من الشركة مع الجماعة الآن إذا وُجد سالكًا فيما يُغاير القداسة التي تليق ببيت الله، لأنه تعالى لا يطيق الشر، بل مجرد فكر واحد غير مقدس يعطل شركة النفس مع الله، ولا يمكن ردّ النفس إلى تلك الشركة إلا إذا تطهرت مما دنسها بالاعتراف بالخطية المبني على شفاعة المسيح (1يو5- 10). والمؤمن الحقيقي الصادق القلب، يفرح بهذا الحق ويشكر الله عليه.

ونحن نعلم أنه لا شيء يفصل المؤمن الحقيقي عن الله أو يقطع علاقته معه، فخلاصنا بالرب خلاص أبدي لا يتعلق بشرط. ولكن الخلاص شيء والشركة شيء آخر. إذ كم من الناس خلصوا وهم لا يعرفون شيئًا عن أمر خلاصهم! وكم غيرهم من الذين عرفوا خلاصهم ولكنهم لا يتمتعون به! ويستحيل على إنسان أن يتمتع بقائمتين مرشوشتين بالدم إذا سمح للخمير (الذي يُكنى به عن الشر) أن يوجد داخل بيته، هذا الحق إلهي ويجب أن يُكتب بأحرف بارزة على قلب كل مؤمن، فالقداسة العملية وإن لم تكن أساس خلاصنا، فإنها شرط لازم للتمتع بالخلاص. فالإسرائيلي لم يخلص بالفطير بل بالدم، ولكن الخمير يفصله عن الشركة مع الجماعة، وهكذا المسيحي فخلاصه غير مؤسس على القداسة العملية بل على الدم وحده، ولكنه إذا تساهل مع الشر بالفكر أو القول أو العمل، فلا يمكن له أن يتمتع بلذة الخلاص أو تكون له شركة صحيحة.

ولا ريب أن هذا هو سبب الضعف الروحي الذي نشاهده بين كثيرين من أولاد الله الأعزاء، ومن هذا ينشأ عدم التمتع بالسلام الكامل. ذلك لأنهم لا يتبعون القداسة أو بعبارة أخرى لا يحفظون «عيد الفطير». فالدم مرشوش على قوائم الأبواب، ولكن الخمير الموجود داخلها يمنع التمتع بالسلام الذي من حق الساكنين داخل تلك الأبواب التمتع به، وكل تساهل مع الشر يعطل شركتنا وإن كان لا يمكن أن يفصم ارتباطنا الأبدي مع الله.

والنفس التي تتخذ حرية نعمة الله وكمال الفداء الذي بيسوع المسيح، فرصة للتوغل أو البقاء في الخطية، قد أثبتت بوضوح أنها لا تعرف معنى الحرية ولا كمال عمل الفداء.

يا ربُ كرسني وكنْ مُمتلكًا إرادتي
درِّب حياتي سيدي في منهجِ القداسةِ

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net