الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 إبريل 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأعرج يقفز كالإيَّل
فقال بطرس: ليس لي فضة ولا ذهب، ولكن الذي لي فإياه أعطيك: باسم يسوع المسيح الناصري قُم وامشِ! ( أع 3: 6 )
في الأصحاح الثاني من سفر الأعمال نرى الروح القدس نازلاً من السماء إلى الأرض، وفي أصحاح3 نرى الشاهدين، بطرس ويوحنا، يصعدان معًا إلى الهيكل في «ساعة الصلاة التاسعة». وكان رجلٌ أعرج من بطن أمهِ يُحمل، كانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يُقال له: «الجميل» ليسأل صدقةً من الذين يدخلون الهيكل. تلك كانت صورة إسرائيل، فرغم جمال المكان الذي كانوا فيه، لكنهم كانوا نظير هذا الشحاذ الأعرج، لم يسيروا على أقدامهم قط. محرومين من بركات إسرائيل ”السلة والمعجن“، ”الفضة والذهب“. لقد انتهى تاريخهم كمَن هم تحت الاختبار، لأن الرجل الأعرج كان له أكثر من أربعين سنة ( أع 4: 22 ).

ومرة كان رجل مفلوج عند بِركة بيت حسدا (يو5)، وقد ظل مُقعدًا لثمانِ وثلاثين سنة، وهي فترة تيهان إسرائيل في البرية، حتى رُفعت الحية النحاسية لأجلهم في عدد21. لم يكن تاريخهم قد اكتمل (بحسب يوحنا5)، أما في أعمال3 فكان قد انتهى، ذلك أن الأربعين سنة (عمر الأعرج في أعمال3) تتحدث عن نهايتهم الأدبية كشعب تحت الاختبار.

لكن «الساعة التاسعة» قد شهدت صلاة أخرى من قلب الرب يسوع وهو على الصليب، عندما كانت الظلمة على كل الأرض من الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة ( لو 23: 44 ). كانت هذه الساعة ساعة تقدمة المساء ( دا 9: 21 ). في تلك الساعة استودع الرب يسوع روحه الإنسانية في يدي أبيه، وانشق الحجاب من فوق إلى أسفل ( مر 15: 38 ). وهكذا انتهت اليهودية، بينما أعلن الله عن ذاته بكل وضوح. لقد وصلت خطية الإنسان إلى ذروتها. لكن في تلك اللحظة كان الرب يسوع المسيح، وهو على الصليب، يحمل خطايا شعب الله كلها، وقد اكتفى بر الله وعدله إلى الأبد.

قال بطرس لذلك الأعرج: «باسم يسوع المسيح الناصري قُم وامشِ!». وفي الحال «قفز الأعرج كالإيَّل»، ودخل معهما إلى الهيكل «وهو يمشي ويطفر ويسبح لله». وقد كان الله على استعداد أن يفعل هذا لأمة إسرائيل كلها لو أنهم قبلوا ابنه. أما وقد رفضت إسرائيل «مراحم داود الصادقة» فقد تحوَّل مجرى الرحمة. إنه لم يتوقف عن الجريان وإن كان مسَاره قد تغيَّر صوب الأمم. فهل أخذت حصتك من الرحمة أيها القارئ العزيز؟

ف.ج. باترسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net