لأن رحمتك أفضل من الحياة. شفتايَ تُسبحانِكَ. هكذا أُباركك في حياتي.. وبشفتي الابتهاج يُسبحك فمي ( مز 63: 3 - 5)
إن الترنيمة العربية العذبة:
إن فاض من قلبي نبع السلامْ
أو كنتُ في وادي الظلامْ
فنفسي تُغني بين الأنامْ
إنني دائمًا في سلامْ
مأخوذة كلماتها عن الترنيمة الإنجليزية التي كتبها ”هواراشيو سبافورد“ في ديسمبر عام 1873. ولقد كتبها ”هواراشيو“ وهو يعبر المحيط الأطلسي البارد، في ذات البقعة حيث غرقت بناته. فلقد كانت زوجته مع بناته: آني 11 عام، بيسي 7 أعوام، ثانيتا عامين، عندما اصطدمت سفينتهم بقارب آخر، ولم ينجو من الغَرَق سوى أمهم، وأما هواراشيو، فقد منعه عمله من الذهاب معهم، والآن فقد جاء عابرًا المحيط ليكون مع زوجته الحزينة في إنجلترا.
لقد سمع أخبار تلك الحادثة المُفزعة قبلما وصلته برقية من زوجته بها هذا التقرير الأسيف: ”نجوت بمفردي“.
وبعد ليلة قضاها مع الرب في كُربة وضيق، قال:
إني مسرور أن أثق بالرب، عندما تكلفني هذه الثقة شيئًا.
ومرة أخرى أُمتحنت ثقته عام 1880 عندما مات ابنه الذي وُلِد له بعد تلك الفاجعة، بالحُمى القرمزية.
هذه الخسارة التي أصابتهما جعلت الكثيرين يُلّمِحون أنهم واقعون تحت قضاء من الله لخطية ما. ومع أن هذا زاد من آلامهم، كتب هواراشيو لصديق له: ”بالرغم من أقوال الناس التي تُعمِّق آلامنا، لكنني لن أفقد إيماني“. وكانت زوجته ”آن“ أمام الكلمات الجارحة تقول: ”سأظل أقول إن الله محبة حتى أصدقها“.
وإذ أرادا أن يخلصا من هذه الآلام، فقد تحركا إلى أورشليم ليُقيما مستعمرة للعناية بالفقراء والمرضى والذين بلا مأوى.
وخلال عشر سنوات من المآسي والتجارب، فإن هواراشيو وزوجته وجدا تعزيتهما في أعداد المزمور الموضحة بعاليه ـ في رأس الكلام.
عزيزي القارئ: في زمن التجربة والمأساة، أين تجد تعزيتك؟ هل في الرب وفي كلمته؟؟