الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 مايو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الزواج والطلاق والأولاد
.... دعوا الأولاد يأتون إليَّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله ( مر 10: 14 )
من اللافت للانتباه أن موضوع الأولاد يأتي بعد الحديث عن الزواج والطلاق ( مر 10: 1 - 16)، فإنهم غالبًا ما يقعون ضحية انهيار البيوت فيُعانون أشد الآلام بسبب ذلك.

لقد أوضح الرب يسوع أن قصد الله في البداية قضى بأن يكون للرجل زوجة حيّة واحدة. فالله الذي خلق الذكر والأنثى قرر أن العلاقة الزوجية يجب أن تحلّ محل العلاقة الأبوية. وقد سبق له فأعلن أن الزواج هو عملية اتحاد بين شخصين. لذلك فالترتيب الإلهي يقضي بأن الرباط المُقرر من الله لا يحله قرار بشري ( مت 19: 3 - 6).

وقد وافق الرب يسوع على أن موسى سمح قديمًا بالطلاق ( مر 10: 2 - 6؛ مت16: 3- 6)، لا لأنه أفضل ترتيب إلهي للبشر، بل بسبب حالة الارتداد الروحي التي سادت في إسرائيل. فترتيب الله المثالي لا يحلل الطلاق. لكن الرب غالبًا ما يسمح بأحوال لا تعكس مشيئته الكاملة. وعندئذٍ صرَّح الرب بسلطانه الإلهي المُطلق مؤكدًا أن التساهل القديم في مسألة الطلاق قد ولّى إلى غير رجعة. فمن الآن فصاعدًا لن يكون الطلاق مُحللاً إلا في حالة واحدة وهي الزنى. والذي يطلِّق لأي سبب آخر ثم يتزوج ثانيةً فإنه يزني.

وكان البعض قد جاءوا بأولادهم الصغار ليحصلوا على بركة الراعي المعلم. فاعتبر التلاميذ هذا العمل تدخلاً مزعجًا وانتهروا الأهالي، أما الرب يسوع فتدخل مكلمًا تلاميذه بكلمات قرّبت منذ ذلك الحين الأولاد بمختلف أعمارهم إلى قلبه المُحب: «دعوا الأولاد يأتون إليَّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله». وتعلمنا هذه الآيات عدة دروس هامة: فهي أولاً تحث خادم الرب على الاهتمام بالوصول إلى الأطفال، ذلك أن أذهانهم أكثر استعدادًا لتقبُّل كلمة الله من سواهم. وثانيًا، تعلمنا أن نشجع الأولاد الذين يعلنون إيمانهم بالرب يسوع، لا أن نمنعهم من ذلك. فما من أحد يعلم كم هو عمر أصغر إنسان في الجحيم. لذلك يجب ألاّ نردّ أي ولد يعبِّر عن رغبته في الخلاص لسبب صِغر سنه. لكن بالمقابل علينا ألاّ نجبر الأولاد على الاعتراف الشفوي الفارغ.

ثالثًا: تعطي هذه الآيات جوابًا عن السؤال التالي: ”ماذا يحدث للأولاد الذين يموتون قبل إدراك سن المسؤولية؟ فالمسيح يقول: «لمثل هؤلاء ملكوت الله». وفي ذلك ما يكفي ليعطي ضمانًا كافيًا للأهل الذين خطف الموت أطفالهم منهم.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net