الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 22 مايو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أسألك فتعلمني
فسأل داود من الرب قائلاً: إذا لحقت هؤلاء الغُزاة فهل أدركهم؟ فقال له الحقهم فإنك تُدرك وتُنقذ ( 1صم 30: 8 )
لم يكن سهلاً على داود في هذا الموقف الحَرِج أن يرجع إلى الرب ويسأله، وهو الذي ظلَّ 16 شهرًا بلا أية علاقة معه ( 1صم 27: 7 ). فهل بعد كل هذه الفترة يمكن للرب أن يتنازل إليه ويُجيبه على تساؤلاته؟ لقد كان داود يرغب حقًا في اللحاق بالغُزاة رغم صعوبة ذلك، وكان يريد أن يتحقق من الرب مدى نجاح مسعَاه، وهل سيستعيد النساء والأولاد أم لا؟ وكانت هناك مخاوف كثيرة يمكن أن تراوده، منها:

(1) إن ما أحدثه الغزاة بصقلغ يدل على مدى شراستهم وبطشهم، فهل يمكن أن يكون هو ومَن معه من الرجال ندًا لهم؟ وهل يستطيع أن يُلحق بهم هزيمة ويرد ما سلبوه؟

(2) إنه لا يعلم بالتحديد ما الذي أحدثه الغزاة بالأنفس، وهل فعلوا بهم ما فعلوه بالمدينة من خراب ودمار؟ وما جدوى مُلاحقتهم آنذاك؟

(3) إن حالة الرجال الذين معه لا تصلح لمُنازلة الغزاة، إذ كانوا في إعياء شديد، حتى أن مائتين منهم لم يستطيعوا فعلاً أن يعبروا وادي البسور ( 1صم 30: 10 ). فكيف يحارب برجال نفوسهم خائرة هكذا؟

(4) لا يعلم أي طريق يسلك، فهو يجهل مسالك هؤلاء الغزاة ودروبهم. أَوَ ليس من الحماقة أن يحاول اللحاق بهم وهو لا يعرف أي طريق يسلك؟ صحيح لقد رتَّب الرب له بعد ذلك العبد المصري الذي عن طريقه استطاع أن ينزل إلى الغزاة ( 1صم 30: 11 - 16)، إلا أن داود في البداية لم يكن يعلم أنه سيلاقي هذا العبد.

(5) ألا يلمس فيما حدث له يد الله التأديبية، فلقد تمَّ تدمير كل ما اكتنزه خلال الستة عشر شهرًا التي قضاها في أرض الفلسطينيين. فهل يجب عليه أن ينحني خاضعًا لِما سمح به الرب من خسارة وإن كانت فادحة، ولا يفكر في محاولة استردادها؟

لكن شكرًا لله، الذي أبدًا لا يخزى منتظروه ( إش 49: 23 )، والذي ترنَّم داود نفسه عنه ـ في ظرف مُشابه ـ قائلاً: «نظروا إليه واستناروا ووجوهم لم تخجل» ( مز 34: 5 ). لقد طمأن الرب عبده بكلمات حاسمة قاطعة: «الحقهم، فإنك تُدرك وتُنقذ». فما أروع إلهنا المُحب، الذي يشجعنا على الدوام أن نقترب منه، وأن نسأله، وهو تبارك اسمه يسمع لنا ويُجيبنا على كل حيرتنا وتساؤلاتنا مهما كانت حالتنا ( يو 14: 13 ، 14).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net