الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 مايو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السجود وانسكاب البركات
... بذاتي أقسمت يقول الرب... أُباركك مباركةً، وأكثِّر نسلك تكثيرًا... ويَرِث نسلك باب أعدائه ( تك 22: 16 - 18)
كان إبراهيم في تكوين22 صراعًا بين موقفين: إما أن يطيع الرب مقدمًا إسحاق، أو أن يرفض ويُبقيه. لكن الرب كان أغلى من أي عزيز وحبيب في حياة إبراهيم، حتى إسحاق الوحيد، وإن قيمة الرب لديه لا تُحَد ولا تُقاس «ثم مدَّ إبراهيم يده وأخذ السكين ليذبح ابنه» ( تك 22: 16 ).

وإن الساجد الصادق، الذي يتخلى عن كل غالٍ نفيس، متخلصًا من عالقات الأرض ونوازع النفس وأهوائها وشهواتها، يبدو شفيف الروح، طهور الجسد، تنهمر عليه بركات الرب، نذكر بعضها:

1 ـ عظمة البركة: «بذاتي أقسمت يقول الرب» (ع16). تكمن عظمة البركة بالقَسَم بذات الرب، لذا فالبركة مساوية الرب. وعندما يتكلم الله ذاته، يترسَّخ الوعد، ويوطّد العهد، ويؤبد الصدق.

2ـ تأكيد البركة: «أُباركك مباركةً» (ع17). إن فعل الله مُطلق، يكبر الزمان، ويتجاوز المكان، ويعلو الامتحان، لا تحده حدود، ولا تقيده قيود، ولا توقفه سدود.

3 ـ تكثير النسل: «وأكثِّر نسلك تكثيرًا كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر» (ع17). كان تكاثر النسل امتيازًا كبيرًا، وإكرامًا عظيمًا، ورضىً طيبًا من الرب، وكان العُقم عارًا. إن إبراهيم العاجز كليًا، وُعِد بكثرة نسل لا يُحصى، فآمن مصدقًا الوعد ( تك 15: 3 - 7)، ونال بركة إيمانه، ووُهب نسلاً بإسحاق.

4 ـ انتصار على الأعداء: «ويرث نسلك باب أعدائه» (ع17). حَفَل التاريخ المقدس بحروب عديدة، وخاض الشعب معارك جَمة لامتلاك الأرض الموعودة. وكان على يشوع أن ينتصر على واحد وثلاثين ملكًا، مُحققًا وعد الرب. إنها بركة وراثة الأعداء.

5 ـ امتداد البركة: «ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض» (ع18). بعد نجاح إبراهيم في امتحان تقديم إسحاق، والتضحية بالمحبوب الوحيد الغالي، إطاعة لطلب الرب، بورك إبراهيم من الرب، وألبسه هيبة ووقارًا، فكان السيد المهوب، الذي فيه اختُزنت بركة الله، وامتدت إلى أمم كثيرة ( تك 23: 6 ، 11، 15).

حنا الحلو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net