الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 يونيو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أسرار أُعلنت
وبالإجماع عظيمٌ هو سر التقوى الله ظهر في الجسد ( 1تي 3: 16 )هذا السر عظيم، ولكنني أقول من نحو المسيح والكنيسة ( أف 5: 32 )
من بين نحو 12 سرًا أعلنها الله لنا بحسب العهد الجديد، يبرز هذان السران باعتبار كل منهما ”سر عظيم“! فكلاهما يرتبط بشخص المسيح ”العظيم“.

السر الأول يرتبط بتجسده، والسر الثاني مرتبط بموته. السر الأول يحدثنا عن عظمة شخصه، أما السر الثاني فيحدثنا عن عظمة فدائه. السر الأول يلخصه نزول المسيح الأول من السماء إلى الأرض، والسر الثاني يلخصه نزول المسيح الثاني من المهد إلى اللحد. السر الأول يُرينا كيف وهو الله قد «أخلى نفسه»، أما السر الثاني فيبين كيف أنه كالإنسان «وضع نفسه». عن الأول نقول: فشخصه مَن يعرف ... فإنه سما وفاق، وعن الثاني نردف: وحُبه مَن يصفُ .. فلاسمه المديح لاق.

ويمكننا القول إن كِلا السرّين العظيمين هما عامودا إيماننا الأقدس في المسيح؛ التجسد، والصليب، وكلاهما على أساسه وُجدت الكنيسة كشهادة لله على الأرض، لذا فإن كِلا السرّين يَرِدان في رسالتين تحدثاننا عن الكنيسة: أفسس تحدثنا عن الكنيسة في المقاصد الإلهية الأزلية، وتيموثاوس تحدثنا عنها كشهادة مرتبة من الله على الأرض. كما أن كِلا السرّين يرتبطان وثيقًا، فبدون التجسد ما كان الصليب.

السر الأول: يُسمى «سر التقوى»، فلا تقوى حقيقية بعيدًا عن الإيمان بحقيقة التجسد. لقد كانت هناك حتمية سُباعية للتجسد الإلهي، فلقد تجسد الابن ليُعلن لنا الله في كل ما هو الله ( يو 1: 18 )، وليمجد الله كالإنسان الكامل هنا على الأرض، وليصلح أن يكون هو المُصالح (الترجمان) بين الله والإنسان كالوسيط الواحد ( أي 9: 33 ؛ 1تي2: 5)، كما أن التجسد كان حتميًا للفداء حتى يمكن للمسيح أن يموت، ثم إنه كان حتميًا ليمكن لله أن يرتبط بنا على أرضية واحدة، وليختبر المسيح ـ كإنسان ـ كل ما نجوز فيه، فيما هو قد تألم مُجربًا يقدر أن يعين المُجربين ( عب 2: 11 ، 18)، وأخيرًا ليملك ظاهرًا بالمجد والقوة عن قريب.

أما السر الثاني: فهو اتحاد المسيح بالكنيسة اتحاد المحبة العُرسية، التي جعلته في محبته يسلِّم نفسه لأجلها، وفي الحاضر يتولى أمرها، وفي المستقبل يُدخلها إلى مجدها.

مجدًا للرب الذي بمجيئه أُعلنت الأسرار العُظمى، وكشف الله المحب لنا عن مكنونات قلبه من نحونا.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net