الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 15 يونيو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإنسان كله للمسيح
ولا تُقدموا أعضاءكم آلات إثمٍٍ للخطية، بل قدِّموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلاتِ بر لله ( رو 6: 13 )
ليس من شك في أن كفايتنا هي من الرب، وما أوجب أن تنطبع هذه الحقيقة في قلوبنا فننصرف عن الاهتمام والمشغولية بأنفسنا إلى الاهتمام بخدمة الرب.

والآن كيف يمكننا أن نقدم أعضاءنا لله؟ إن استفانوس إذ كانت عينه ترى الرب في المجد، سما فوق ظروف استشهاده التي كانت مؤلمة غاية الألم، وكانت كلماته الأخيرة التي نطق بها شهادة مباركة على كفاية نعمة ربنا يسوع المسيح ( أع 7: 60 ).

وإذا رجعنا إلى نبوة إشعياء50: 4 نجد تفصيلاً عن كيفية استعمال الأذن واللسان استعمالاً صحيحًا، فالمَثَل الأعلى المُقدَّم لنا في هذا الفصل هو الرب يسوع المسيح نفسه الذي كانت أذنه تُوقَظ كل صباح، والذي كان له لسان المتعلمين ليغيث المُعيي بكلمة. لا شك أن هذا كان وصف خدمة الرب يسوع لمّا كان هنا بالجسد بين الناس، نعم وستظل هذه الخدمة المباركة طيلة مدة وجود القديسين في هذا العالم، عالم المتناقضات والأوجاع. فالرب لا يزال يقول كلمة في حينها، ويجب أن تكون لنا الآذان المُرهفة الصاغية، فنجلس عند قدمي الرب لنسمع ما يقول كما فعلت مريم التي من بيت عنيا.

أما مريم المجدلية فتُرينا صورة القلب المُكرَّس الذي كان له الرب كل شيء. فبطرس ويوحنا يرجعان إلى موضعهما «أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي» ( يو 20: 11 ). فكان أمامها غرض ساد على شعورها ومَلك نفسها، ولم يكن هذا الغرض سوى الرب الذي فيه كل الكفاية لشبع قلبها. والرب الذي رأى أشواقها، هو الذي أشبع قلبها بل وأكرمها إذ وضع في فمها رسالة لإخوته ( يو 20: 17 ).

وإذا نظرنا إلى ما عمله أبطال داود الثلاثة، نجد كلمة لتعليمنا عن تكريس الأيدي والأرجل تكريسًا كاملاً لخدمة الرب. ففي طريق إشباع رغبة داود ذُللت كل العقبات ووُجهت كل المخاطر، وشُقت الطريق شقًا، وعلى الرغم من كل المخاطر نجحوا، وكم كان فرحهم وهم يَعدون عدوًا حاملين إلى داود ما تاقت نفسه إليه! ( 2صم 23: 15 - 17).

ليتنا نكون كلنا بجملتنا للمسيح فنكرس قلوبنا له، وتكون عيوننا وآذاننا وأيدينا وأرجلنا، الكل له.

ج. ف. ويجرام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net