الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 يونيو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بطرس واتّباع المسيح
... قال له اتبعني ... فماذا لك؟ اتبعني أنتَ! ( يو 21: 19 ، 22)
من الأمور الواضحة التي لا تقبل شكًا أن الإنسان الطبيعي لا يتبع الرب بل خططه، كما يجري وراء طموحاته، ويلهث وراء المُتع العالمية، ومن ثم فهو يتبع ـ بكل قلبه ـ كل ما ينطبق عليه القول المكتوب: «جميعها للفناء في الاستعمال» ( كو 2: 22 ). أما بالنسبة لنا فلقد افتُدينا «لا بأشياء تفنى»، لذا يحق لنا أن نهتف من أعماقنا «أتبعك يا سيد»، فأي شخص يستحق أن نتبعه سوى ذاك الذي مات عنا هنا ويحيا في المجد لأجلنا، وسيأتي ثانيةً ليأخذنا لنفسه.

لقد قال الرب لبطرس، بعد سقوطه وردّ نفسه «اتبعني» ( يو 21: 19 )، لكن كان لا بد له أن يتعلم أولاً، من خلال الاختبار المرير، أنه ليست لديه القدرة في ذاته على تبعية الرب، وأن يدرك عمليًا كيف تُقتلع الثقة بالنفس، وتُستأصل من قلبه، وأن يفهم تمامًا أن القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس، مَن يعرفه؟ ( إر 17: 9 ).

في يوحنا13: 36- 37 نجد بطرس لديه رغبة شديدة في أن يعرف إلى أين يذهب سيده: «يا سيد، إلى أين تذهب؟». فأجابه الرب: «حيث أذهب لا تقدر الآن أن تتبعني». لكن يا لها من كلمات مُشجعة يضيفها الرب: «ولكنك ستتبعني أخيرًا»!

«أخيرًا»، بعد كل ما تجتاز فيه من اختبارات: بعد اختبار السقوط، وبعد اختبار التوبة، إذ «خرج إلى خارج وبكى بكاءً مُرًا»، بعد اختبار كسر الإرادة الذاتية، وبعد التمتع بردّ النفس؛ بعد كل هذا، سوف تتبعني خلال حياتك، وخلال موتك، عندما يختفي كل شيء آخر من أمام عينيك، لن ترى في ذلك الوقت سوى يسوع!! أجابه بطرس: «يا سيد، لماذا لا أقدر أن أتبعك الآن؟ إني أضع نفسي عنك!». مسكين بطرس! حيث لم يفهم أنه سوف يتبع الرب بوجه أكمل، ليس بعد أن يضع هو نفسه عن الرب، لكن بعد أن يضع الرب نفسه عنه!!

وعلى الرغم مما قاله بطرس، ففي تلك الليلة بالذات خاف على حياته، فأنكر ثلاث مرات أنه يعرف المسيح، ذات الشخص الذي كان يرغب وبشدة أن يضع نفسه عنه. هذا هو الإنسان وكذلك نحن بالطبيعة، لكن شكرًا لله، فالذي استطاع أن يرد نفس بطرس ويرسله للخدمة ـ بعد أن تعلَّم الدرس ـ يمكنه أن يعضدنا ويشجعنا، وإذا دَعَت الحاجة يرُّد نفوسنا أيضًا، وفي لحظة رد نفوسنا نسمع كلمته الحلوة «اتبعني».

حنا إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net