الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 يونيو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تواضعوا
... وتسربلوا بالتواضع، لأن: الله يقاوم المستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة. فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينهِ ( 1بط 5: 5 ، 6)
هناك الكثير من الأسباب التي تدعونا إلى التواضع، فالدعوة التي دُعينا بها تقتضي منا أن نسلك بكل تواضع، ووداعة، وبطول أناة، محتملين بعضنا بعضًا في المحبة، مجتهدين أن نحفظ وحدانية الروح برباط السلام ( أف 4: 1 - 3)، فهل نراعي صفات أولاد الله هذه في علاقتنا بعضنا ببعض؟ هل لنا فكر واحد؟ هل نحسب بعضنا البعض أفضل من أنفسهم، غير ناظرين كل واحدٍ إلى ما هو لنفسهِ، بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا؟ ( في 2: 1 - 4). هل فينا المحبة لدرجة أن نضع أنفسنا من أجل إخوتنا؟ ( 1يو 3: 16 ). لنفتكر في هذه الأمور ولنتواضع أمام صحائف حياتنا المُحزنة التي نقرأ فيها تحزباتنا وتقصيراتنا. أ لم نُدع قديسين وشهودًا لنعمة ومحبة الله؟ أ لسنا سماويين؟ ومع ذلك نحن نعترف بأننا كثيرًا ما نسلك كجسديين.

الكبرياء وحدها هي التي جعلت الكورنثيين جسديين، أوَ ليس فينا دائمًا ـ في النفس من الداخل ـ شيء من الكبرياء المستورة التي لا نراها نحن، بل تظهر في اكتفائنا بأنفسنا وفي عمل إرادتنا، حتى أننا نحتاج إلى التحريض على التواضع باستمرار؟

ومعنى أن نتواضع، هو أن نمارس التواضع عمليًا، وبصفة أخص عندما يختص الأمر بأخطائنا وبتقصيراتنا. فالتواضع هو الحكم على الذات أمام الله. فإن كان التحريض على التواضع يوجه إلينا باستمرار، فذلك لأن الجسد فينا، والطبيعة العتيقة كثيرًا ما تتحرك. وإذا ما فحصنا أنفسنا في نور الكلمة، فإننا ننقاد إلى التواضع، وكلما عرفنا أنفسنا، كلما عرفنا حاجتنا إلى رفع الأبصار إلى السيد الرب كاهننا العظيم، وإلى عرش النعمة، وإلى ذاك الذي يرثي لضعفاتنا. لو تُركنا لذواتنا لدبّ اليأس فينا، ولصرنا بلا قوة، ولكنه هو ـ له كل المجد ـ هناك لأجل عوننا في حينه.

إن قلب الله حساس، ويشعر بما يوجد في قلوبنا من الرغبة في التواضع. إنه يصنع رحمة مع أشر الخطاة إذا تواضعوا. نعم حتى مع منسى الذي قيل عنه «أَكثَرَ عمل الشر في عيني الرب لإغاظتِهِ» ولكنه «لما تضايق طلب وجه الرب إلهه، وتواضع جدًا أمام إله آبائه، وصلى إليه فاستجاب له وسمع تضرعه، ورده إلى أورشليم إلى مملكته» ( 2أخ 33: 6 ، 12، 13). فالقلب المتواضع حقيقةً هو ذلك القلب الذي خَلا من الكبرياء، وأحسَ إحساسًا عميقًا بضعفه وعدم استحقاقه، ولذلك يستطيع أن يأتي بثقة إلى نعمة الله.

توم ستير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net