الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 يونيو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اذهبوا إلى يوسف
... قال فرعون لكل المصريين: اذهبوا إلى يوسف، والذي يقول لكم افعلوا... وجاءت كل الأرض .. إلى يوسف.. لأن الجوع كان شديدًا.. ( تك 41: 55 ، 57)
وصل يوسف إلى مركز المجد والسلطان، واستخدم هذا السلطان في سني الشبع إذ اجتار في الأرض وجمع قمحًا كرمل البحر، كثيرًا جدًا ( تك 41: 47 - 49). ولكن سنوات الشبع السبع التي جاءت على أرض مصر انتهت، وابتدأت سنوات الجوع (ع53، 54). فماذا فعل يوسف في سني الجوع؟

لقد ألقاه إخوته في البئر، ووضعه الأمم في السجن، فهل استخدم يوسف سلطانه في الانتقام؟ قد تفعل الطبيعة البشرية هذا، ولكن النعمة تتخذ طريقًا آخر. لقد استخدم يوسف سلطانه من مكان الصدارة التي وصل إليها لبركة الجميع. ولكنه بينما أظهر النعمة، لم يتغاضَ عن البر مُطلقًا. ولذلك قبل الحصول على البركة كان لا بد أن يخضع الأمم له، كما كان لا بد من توبة إخوته أيضًا قبل بركتهم.

لم يَعِر العالم ليوسف انتباهًا في أيام الشبع، ولم نسمع شيئًا عن إخوته مُطلقًا، لقد تجاهلوه تمامًا. ولكن عندما اشتد الجوع ابتدأت الحاجة تظهر. لقد «جاعت جميع أرض مصر» (ع55) وواجه يعقوب وبنيه الجوع والموت (42: 1، 2)، ولقد دَعَتهم الحاجة إلى الصراخ لطلب الخبز. كان على الأمم أن يعلموا، وعلى الإخوة أن يكتشفوا، أن لا أحد يستطيع أن يسد حاجتهم إلا ذلك الشخص الذي احتقروه ورفضوه مرةً. فكان على الأمم أن «يذهبوا إلى يوسف» (41: 55)، وكان على إخوة يوسف أن يسجدوا بوجوههم إلى الأرض أمامه (42: 6).

وكل هذا يتكلم بوضوح عن الأمور الآتية. فما أسرع اقتراب «ساعة التجربة العتيدة أن تأتي على العالم كله لتجرِّب الساكنين على الأرض» ( رؤ 3: 10 ). وسيكون لليهود حينئذٍ «ضيقٌ عظيمٌ لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون» ( مت 24: 21 ). وفي يوم الضيق هذا سيكون المسيح، الذي رُفض وصُلب في أيام اتضاعه بواسطة اليهود والأمم، هو الملجأ الوحيد. سوف يعاني كل من الأمم واليهود البؤس والشقاء في محاولتهم الحصول على السلام والرخاء في عالم لا مكان فيه لله ومسيحه. ولكن لن يأتي زمان البركة إلا بعد أن يعترف الأمم بالمسيح كرب الأرباب وملك الملوك، كما يهتف اليهود أيضًا، بصدق، قائلين: «مبارك الآتي باسم الرب!» وحينئذٍ سيفتح المسيح الممجد، كيوسف قديمًا، كل مخازن البركة للبشر.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net