الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 29 يوليو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
انتحار ملك
... فأخذ شاول السيف وسقط عليه. ولما رأى حامل سلاحه أنه قد مات شاول، سقط هو أيضًا على سيفه ومات معه ( 1صم 31: 4 ، 5)
شاول الملك هو أول شخص في الكتاب المقدس يموت منتحرًا. لقد وضع، في عناده، ختامًا أسيفًا لحياته. تُرى لماذا هذه النهاية المأساوية؟

لقد أقامه الرب ملكًا على إسرائيل، وأمره أن يذهب ويضرب عماليق، ويحرِّم كل ما له (1صم15)، لكنه عصى كلام الرب «وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلاً: «ندمت على أني قد جعلت شاول ملكًا، لأنه رجع من ورائي ولم يُقِمْ كلامي» ( 1صم 15: 10 ). وكانت أمامه الفرصة ـ بعد توبيخ صموئيل له ـ أن يتوب توبة قلبية حقيقية، لكنه لم يفعل. وزاد في عناده لدرجة أنه قال لعبيده: «فتشوا لي على امرأةٍ صاحبة جانٍّ، فأذهب إليها وأسألها» ( 1صم 28: 7 ). لقد تجاهل سابقًا صوت الرب ومعاملاته، ولم يَتُب ولم يندم ولم يترك خطاياه، فماذا حدث؟ لقد فارقه الرب ولم يَعُد يُجيبه لا بالأنبياء ولا بالأحلام. وبدلاً من أن يتذلل ويندم ويطلب رحمة الرب، ذهب إلى الجان، في تحدٍ صارخ لكلام الرب ( تث 18: 11 ، 12). ويا لمأساة الإنسان إذا تركه الرب وتحوَّل عنه، إنه يصبح فريسة سهلة لكل أنواع المخاوف.

«ولما رأى شاول جيش الفلسطينيين خاف واضطرب قلبه جدًا» ( 1صم 28: 5 )، «فأسرع شاول وسقط على طوله إلى الأرض وخاف جدًا من كلام صموئيل» (ع20)، «ثم جاءت المرأة إلى شاول ورأت أنه مرتاعٌ جدًا» (ع21)، ثم «اشتدت الحرب على شاول فأصابه الرماة رجال القسي، فانجرح جدًا (فخاف جدًا ـ ترجمة داربي) من الرماة» ( 1صم 31: 3 ). ولماذا كل هذا الخوف والاضطراب والهَلَع؟ لأن الرب قد تركه. بسبب إصراره على عناده وتجاهله للرب!

عزيزي القارئ .. «مُخيفٌ هو الوقوع في يدي الله الحي!» ( عب 10: 31 ). إن التواجه مع الله كالديان أمرٌ مُريع للغاية، ومَنْ يمكنه أن يتصور أهواله؟ وإن كان شاول ارتاع أمام قضاء الله الأرضي، فماذا سيفعل في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة؟ لذا أتوسل إليك ـ عزيزي القارئ ـ أن لا تستهن بغنى لطف الله وإمهاله وطول أناته، بل اعلم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة ( رو 2: 4 ). لقد مات المسيح على الصليب، مُحتملاً دينونة الله، لتنجو أنت من الدينونة الأبدية، فاقبله بتوبة قلبية وإيمان حقيقي، تُغفر خطاياك، ويغمر السلام قلبك.

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net