الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 يوليو 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مصير الخطاة الرهيب
ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة. ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوتٍ عظيم قائلاً. إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟ ( مت 27: 45 ، 46)
إن ظلمة الجلجثة تعبِّر عن ظلام المصير التَعِس لكل مَن يرفض ابن الله، وصرخة المسيح إذ تركه الله، تصوَّر رعب اليأس الأبدي الذي ينتظر كل مَن يرفض خلاصًا عظيمًا هذا مقداره أعدّه المسيح في الجلجثة.

هناك نبوة في سفر عاموس تتحدث عن مصير تَعِس لتلك الأمة التي رفضت مسياها وقتلته، فيقول النبي: «ويكون، في ذلك اليوم، يقول السيد الرب، أني أُغيِّب الشمس في الظهر، وأُقتِم الأرض في يوم نور» ( عا 8: 9 ). هذا هو ما سوف يحدث في يومٍ عتيد مع تلك الأمة التي لم تعرف زمان افتقادها، واحتقرت مخلِّصها وفاديها. فيا قارئي العزيز، هل أنت واحد من أولئك؟ هل تعرف أنت زمان افتقادك؟ إن كل مَن يرفضون المسيح سوف يطويهم ظلام رهيب «الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان». إن ما تحمَّله المسيح في ساعات الظلمة من نوعي الألم، يتجاوب مع نوعي الآلام التي سيقاسيها الأشرار في بحيرة النار. وهي آلام إيجابية وأخرى سلبية. فهم سيحسون بالعذاب الواقع عليهم، وبالخسارة التي لحقت بهم إلى أبد الآبدين. وهكذا المسيح هنا: غضب الله واقع عليه، وابتسامة رضاه قد فارقته.

وعلى العكس من ذلك، فإنه بالنسبة للمؤمنين، عبرت الظلمة برُعبها على بديلهم الكريم، والنور الحقيقي الآن يضيء. وسبيلنا كنورٍ مُشرق، يتزايد ويُنير إلى النهار الكامل. وفي هذا النهار الأبدي لن يغيب عنا البتة ضياء مُحياه الكريم ( رؤ 22: 4 ).

وأخيرًا أقول: إن صرخة المسيح هذه تغلق الباب تمامًا على الواهمين الذين يرجون خلاصًا عامًا وشاملاً لجميع البشر، وبغض النظر عن موقفهم من حَمَل الله الكريم، تحت زعم أنه رحيم. نعم، الله رحيم جدًا، ورحمته العجيبة ظهرت في أناته على البشر واحتماله لشرورهم كل هذه الآلاف من السنين. وهو ليس رحيمًا فقط، بل هو أيضًا مُحب، ومحبته قد تبرهنت في إرسال ابنه الوحيد وبذله لأجلنا على الصليب، ولا برهان على محبة الله أقوى من صليب المسيح. لكن الصليب بعينه يعطينا برهانًا لعدالة الله وبره. فإن كان الله لم يتساهل مع الخطية عندما وُضعت على ابنه، فماذا سيفعل بك يا مَن تحتقر محبته، وترفض ابنه الذي قدمه فديةً لأجلك؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net