الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمة كافية
فابتدأ (بطرس) حينئذٍ يلعن ويحلف: إني لا أعرف الرجُل! ( مت 26: 74 )
أما شاول فكان لم يَزَل ينفث تهددًا وقتلاً على تلاميذ الرب ( أع 9: 1 )
ما أعظم نعمة الله! ما أعجبها نعمة غامرة! إنها نعمة غنية تلك التي تهيئ هذين الرسولين العظيمين وتعدّهما للعمل الذي تعيَّن على كل منهما أن يعمله.

بولس ينفث تهددًا وقتلاً على تلاميذ الرب، وبكل طاقته يريد أن يضطهد اسم المسيح في المؤمنين به. وبطرس ينكر المسيح علانية بعد أن عاش معه وعرفه عن قُرب، وصنع باسمه قوات ومعجزات. فكيف يمكن لمثل هذين الرجلين أن يفتخرا في شيء سوى في نعمة الله؟ إنهما عرفا نعمة الله بالحقيقة، وتحت تأثير هذه النعمة في قلوبهما، تلاشت كل الثقة الزائفة في الذات. وبعد أن عرفا هذه النعمة، صار ممكنًا لهما أن يثّبتا إخوتهما.

وبالاختبار تعلَّم كل منهما أن قلب الإنسان الطبيعي ينفث شرًا باستمرار، وطبيعة الإنسان يلازمها الضعف كل الضعف حتى بعد الإيمان. وبدون نعمة الله العاملة في المؤمن، لا يمكن أن تكون له قوة روحية للشهادة أو للعبادة، من أجل ذلك يقول الرب لبطرس: «وأنت متى رجعت (أي متى ندمت على غلطتك) ثبِّت إخوتك» ( لو 22: 32 ). لكن في الوقت الذي فيه وضع بطرس الثقة في ذاته دون نعمة الله، نجده يسقط ويعثر في أنطاكية، لما عمل حسابًا للجسد، حتى اضطر بولس أن يقاومه مواجهةً ( غل 2: 11 ). وماذا عن بولس؟ لقد وضعت نعمة الله سياجًا حوله، وأُعطيَ شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمه، لئلا يرتفع بفرط الإعلانات، ذلك لأن الجسد فينا لا يصلح على الإطلاق. من أجل ذلك يلزم السهر، وينبغي أن يستشعر المؤمن الضعف في نفسه ليطلب القوة التي ترفعه فوق ضعفاته؛ قوة نعمة الله الكافية للتسنيد.

ليس ضروريًا أن نعثر ونسقط لنختبر هذه النعمة، والله من جانبه أمين حتى لا يَدَعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع، لكن السهر ضروري ولازم لكي لا ندخل في تجربة.

أما الرب يسوع المسيح، ذلك المثال الكامل، فهو وحده الذي يستحق أن نتأمل كمالات صفاته التي ظهرت فيها كل قوة نعمة الله. إنه بالنعمة عمل كل ما تألم به دون أن يعثر في واحدة مما يعثر فيه الناس. هذه النعمة التي في المسيح يسوع هي هي بذاتها وبقوتها التي تعمل في المؤمن ـ إذا أُعطيت لها الفرصة ـ إنها تقوي من ضعف، وتزحزح جبالاً من الصعوبات، لا سبيل ـ أمام العقل الطبيعي ـ لتذليلها.

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net