الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 30 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شكوك الشعور بالذنب
فخاف الرجال إذ أُدخلوا إلى بيت يوسف، وقالوا.. نحن قد أُدخلنا ليهجم علينا ويقع بنا ويأخذنا عبيدًا .. ( تك 43: 18 )
ما أبطانا في معرفة فكر الله لبركتنا مثل إخوة يوسف تمامًا، فنحن نرضى بمجرد غفران خطايانا وخلاصنا من الهلاك، ولكن ما أقل هذا عن فكر الله من جهتنا. فقصد الله هو أن نكون في وليمة معه في بيته. لقد رجع الابن الضال مدفوعًا بحاجته وبعمل نعمة الله فيه، وهو يرجو أن يحصل على حاجته وأن يشغَل مكان عبد في بيت أبيه. ولكن مكان العبد لم يكن ليتناسب مع قلب أبيه، فالضال يجب أن يرجع إلى بيت أبيه كالابن. هناك كانت الوليمة «قدِّموا العجل المُسمَّن واذبحوه فنأكل ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالاً فوُجد» ( لو 15: 23 ، 24). إن غرض الله في الإنجيل هو أن يُحضر الخطاة التائبين، الذين تمتعوا بعمل الفداء، كأبناء قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة.

ولكن ما أبطأنا في أن ندرك عظمة نعمة الله، كإخوة يوسف الذين كانوا خائفين عندما أُحضروا إلى بيت يوسف. لقد ظنوا أن يوسف أحضرهم للقصاص، ولم يتخيلوا أنه سيعمل لهم وليمة، ولذلك قالوا: «لسبب الفضة التي رجعت أولاً في عِدالنا نحن قد أُدخلنا ليهجم علينا ويقع بنا» (ع18). لقد نظروا إلى يوسف كمَن هو ضدٌ لهم، وكان عليهم أن يتعلموا أنه كان يهيئ كل الأمور التي تعمل معًا لخيرهم.

لقد شرحوا لوكيل بيت يوسف كيف أنهم أحضروا معهم ضعف الفضة، ولكنه تجاهل هذا الأمر أيضًا، وأخرج شمعون إليهم (ع19، 22). على أنهم ظلوا متمسكين بمجهوداتهم الخاصة إذ «هيأوا الهدية إلى أن يجيء يوسف عند الظهر»، لكي يكتشفوا أن يوسف أيضًا في دوره أهمل كل شيء عن الفضة والهدية اللتين لم يكن لهما أي تأثير عنده (ع25، 26).

ولقد تكلم يوسف مع إخوته كلامًا طيبًا، وحنَّت أحشاؤه لأخيه الأصغر، وبكى في السر، ولكنه أخفى عواطف محبته لأن وقت إظهار المحبة لم يأتِ بعد. وهكذا أيضًا في حكمة كاملة يتعامل الرب مع المرأة السامرية عند البئر؛ فلم يعلن ذاته لها حتى وصل إلى ضميرها وأخرج كل ما فيه، وحينئذٍ اكتشفت أنها في حضرة ذاك الذي، مع أنه عرف كل تاريخها، إلا أنه أظهر لها كل نعمة. ولقد اتّبع يوسف مع إخوته نفس طريق النعمة هذا، فهو يتكلم معهم بكلمات النعمة ولكن أيضًا يضبط نفسه إلى حين.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net