الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 7 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مسبيتان .. وغرض واحد
لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمالٍ صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها ( أف 2: 10 )
فتاتان مسبيتان ذكرهما العهد القديم.

الأولى سُبيت إلى بابل، والثانية سُبيت إلى أرام. الأولى يتيمة الأبوين، والثانية لا نقرأ شيئًا عن عائلتها. الأولى عرفنا اسمها (أستير) وشيئًا عن عائلتها. أما الثانية فلم يذكر الوحي اسمها. الأولى وصلت إلى القمة في زمانها فصارت ملكة على إمبراطورية مادي وفارس في أوج مجدها. أما الثانية فما كانت بأكثر من مجرد جارية لزوجة نعمان السرياني رئيس جيش أرام. أي أنه في حين اتفقتا في البداية اليهودية البسيطة، إلا أن مسار الأحداث أوصل الأولى إلى قمة المجتمع، ونزل بالثانية إلى قاعه! في حين كانتا كلتاهما على علاقة حقيقية وحية بالإله الحي. على أن الأولى نجد سفرًا كاملاً في الوحي المقدس باسمها، في حين أن الثانية لا نقرأ عنها في كل الكتاب المقدس سوى في عددين اثنين فقط! ( 2مل 5: 2 ، 3).

لكن الله الحكيم والعظيم قصد أن يتمجد في كل واحدة منهما بشكل مختلف عن الأخرى، في حين أن كلاً منهما اختبرت تلك الأعمال الصالحة والرائعة، التي سبق الله وأعدها لتسلك كل منهما فيها.

فالأولى وصلت إلى ما وصلت إليه من ارتفاع لقصد صالح في خطة الله المباركة لشعبه ليستخدمها الرب في وقف مخطط شيطاني استهدف شعب الله بأسره في كل المسكونة، بغرض تدمير النسل الذي منه يأتي المسيح. فقامت بدورها على خير وجه وأتمت رسالتها بأروع ما يكون التتميم.

أما الثانية فقد وصلت إلى ما وصلت إليه من ارتفاع لقصد صالح في خطة الله المباركة للأمم، مُمثلة في شخص نُعمان السرياني، ليستخدمها الرب بركة لشفائه من برصه، ليشهد على مَسمع من قواد جيشه بأنه لا يوجد غير إله إسرائيل في كل الأرض! وقد أتمت كذلك رسالتها بأكمل صورة!

أيها الأحباء، نحن المؤمنين قد يختلف مسار حياة كلاً منا عن أخيه، صعودًا أو هبوطًا في مقاييس هذا العالم، إلا أنه علينا أن نتذكر دائمًا أننا هنا غرباء ونُزلاء، وموجودون لغرض محدد: هو تمجيد إلهنا وتحقيق قصده الصالح من وراء وجودنا في أماكننا شهادة حية له ولاسمه، حتى حين نرحل من هذا المكان ـ ويقينًا جميعنا راحلون بصورة أو بأخرى ـ نترك أثرًا لا يُمحى فيمَن تعاملنا معهم، وشهادة تُحفر في قلوب مَن راقبوا سيرتنا.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net