الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
علِّية كبيرة مفروشة
إذا دخلتما المدينة يستقبلكما إنسانٌ حاملٌ جرة ماء. اتبعاه ... فذاك يُريكما علِّية كبيرة مفروشة. هناك أَعِدَّا ( لو 22: 10 - 12)
في لوقا22: 7- 15 نجد السبب من تأسيس عشاء الرب: «اذهبا وأَعِدا .. لنأكل». كم هذا مؤثر، إن الرب يسوع المبارك يشتهي أن يأكل مع خاصته! في متى وفي مرقس يتساءل التلاميذ: «أين تريد أن نُعِد لك لتأكل الفصح؟». لكنه بكل الحب يصحح كلامهم مُعلنًا أنه سيأكله في شركة مع أحبائه «لنأكل». دعونا لا ننسى أبدًا ماذا يعني لقلب ربنا المبارك يسوع أن يرى خاصته وهم يلتّفون من حوله ليشتركوا في عشاء الرب. ثم يلي هذا تعليمات عن كيفية معرفة المكان: بالخضوع لإرادة الرب «أين تريد ...؟»، واتباع الروح بالإيمان «إذا دخلتما المدينة يستقبلكما إنسانٌ حاملٌ جرة ماءٍ. اِتبعاه». كم هو أمر حيوي أن نخضع لفكر الله المُعلن للإيمان في كلمته! فهذا الإنسان يمثل لنا الروح القدس، وجرَّة الماء تمثل لنا كلمة الله. وعلينا أن نذهب حيث يقودنا الروح القدس وكلمة الله.

ثم نتعلم بعد ذلك أن «رب البيت» لديه «علِّية» مُعدَّة. إن كل مجهودات الإنسان لإيجاد مكان، غير ضرورية، بل وغير مقبولة أيضًا. لقد اتسمت «العلّية» التي وفّرها «رب البيت» بثلاث صفات جميلة: لقد كانت «كبيرة» ـ أي أن بها مكانًا كافيًا ليُريح كل ابن لله. هكذا كنيسة الله الحي، حيث المسيح في وسطها، ينبغي أن تجتمع في جو سماوي كأعضاء جسد المسيح، بقلوب مُتسعة مُرحبة، حيث يجد كل عضو مكانه عندما يأتي راغبًا مُخلِصًا متمسكًا بالطهارة والحق. إن شوق ربنا يسوع أن يجتمع كل مفدييه هناك ليذكروا موته.

كما أنها «علِّية» ـ أي أنها ”مرتفعة أدبيًا“ عن مستوى العالم، وعن سائر البيت. وهي أيضًا «مفروشة» بكل ما يناسب حضرة الرب يسوع المباركة. وعندما يجتمع المؤمنون هكذا بالاتكال البسيط على شخصه كمركز اجتماعهم وقائدهم، فلا بد أن الرب يزوّدهم بكل ما يحتاجون إليه، لإعلان الشهادة لاسمه. إن ذاك الذي في الوسط هو رأس الكنيسة الذي يعطي المواهب لعمل الخدمة.

لم يكن هناك غير شيء واحد فقط للتلاميذ أن يعملوه. ونقول بكل وقار إنه الشيء الذي لا يستطيع الرب أن يعمله، وهو أن ”يعدّوا الفصح“. وبالنسبة لنا، فإن الإعداد للفصح يجب أن يكون تدريبًا يوميًا على الشركة والعبادة. دعونا لا نصعد إلى «العلّية» لنقابله، بقلوب ”غير مستعدة“ ليس لديها ما تقدمه له!

د.ن.
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net