الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 أكتوبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الرئيس الغني
وسأله رئيسٌ قائلاً: أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرِث الحياة الأبدية؟ ( لو 18: 18 )
إن الرئيس الغني يعطينا صورة لفريق كبير من الناس الذين يريدون أن ينتفعوا بالدين والدنيا في وقت واحد، فقد كان ذلك الرئيس ينظر إلى الدين من الوجهة الناموسية، وفي الوقت نفسه كان مرتبطًا بمحبة المال. وفي قصته نجد الإجابة على سؤالين شائعين قد سألهما الجنس البشري مرات عديدة، ألا وهما: ”ماذا ينبغي أن أعمل؟“ و”ماذا ينبغي أن أعطي؟“. والإجابة عن هذين السؤالين بسيطة جدًا. فمن جهة العمل يجب على الإنسان أن يعمل ”الناموس كله“، ومن جهة ثمن الحياة الأبدية، فإن الله لا يطلب أقل من ”كل ما عند الإنسان“. ولا يمكن لله أن يقبل أقل من الطاعة الكاملة لوصاياه، وتقديم كل شيء ثمنًا للحياة الأبدية. فإذا أراد إنسان أن يُرضي الله بأعماله، يجب عليه أن يتمم الناموس كله، وإذا أراد أن يشتري الدخول إلى الحياة الأبدية، فلا ينتظر أن يدفع فيها أقل من تضحية الأرضيات جميعها. أو بعبارة أخرى إذا سألت: ”ماذا ينبغي أن أعمل؟» فالجواب هو: ”كل مطاليب الله“. وإذا سألت: ”ماذا ينبغي أن أُعطي؟“، فالجواب هو: ”كل مالك“. ولا يقبل الله أقل من ذلك ذرة واحدة، ومن الغباوة الفادحة أن ينتظر الإنسان أن يحصل على الحياة الأبدية بشروط أقل من هذه. وها نحن نكرر هذه الشروط. إن أردت أن تعمل لترضي الله، فاعمل «كل ما هو مكتوب في كتاب الناموس». وإذا أردت أن تدفع شيئًا، فادفع «كل مالك».

هذا يفسر لنا الطريقة التي بها يُجيب المسيح ذلك الرئيس الغني، فهو لا يُجيب السؤال، ولكنه يُجيب الشخص نفسه، لأنه قد اطلع بعينيه الفاحصتين على حالته الأدبية. فالرب يبيِّن قانون الأعمال لشخص ناموسي، ويقرر الثمن لشخص راغب في الشراء. ولنلاحظ أن هذين الأمرين مرتبطان معًا. فلو كان ذلك الرئيس قادرًا على العمل كما توهم، لَمَا نفر من دفع الثمن، لأن الأمرين متلازمان ولا بد أن يسيرا جنبًا إلى جنب. ولكن كما أنه لم يوجد أحد من بني آدم الساقط استطاع أن يتمم الناموس، هكذا لم يوجد أحد أراد أن يدفع الثمن المُقرر. وعندما يكشف الروح القدس للإنسان عجزه وخرابه بحسب الطبيعة لا يعود يخطر بباله أن يسأل: «ماذا أعمل لأرِث الحياة الأبدية؟»، لأنه إذ ذاك يعلم أنه إن لم تُمنح الحياة الأبدية مجانًا، لا يمكنه الحصول عليها.

عزيزي: هل لك الحياة الأبدية؟

وليم كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net