الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 17 نوفمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خلاص الله
لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم ( يو 3: 17 )
في مجيء المسيح الأول كان مخلِّصنا يبسط ذراعيه للعالم «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ). وهذا هو الخلاص في أول مراحله؛ الخلاص من الغضب الآتي، الخلاص من عبودية الشيطان. وهذا الخلاص مُقدَّم مجانًا على أساس الإيمان بابن الله الوحيد. «الذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن (لا يقول الرب أنه سيُدان بل) قد دِين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد» ( يو 3: 18 ). يا للهول! الدينونة تقررت بحسب عِلم الرب يسوع السابق، ومعرفته بالنهاية من البداية. وهل إلى هذا الحد تصل إهانة «ابن الله الوحيد»؟ هل إلى هذا الحد وصل الغباء بالإنسان حتى يحتقر محبة الله؟ أ ليست هي مشورة مجلس اللاهوت أن الله يهيئ للابن جسدًا يعيش فيه في العالم «مُهان النفس، مكروه الأمة، عبد المتسلطين»، وبتقديمه إياه «مرة واحدة» لكي يتقدس الإنسان؟ فكيف نحتقر اتضاعه ومحبته فلا نؤمن به؟

أما الذي «يؤمن به» فإنه «لا يُدَان»، وكما قال ـ له المجد ـ مرة عمَّن يسمع كلامه «لا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» ( يو 5: 24 ). أ لسنا نحفظ عن ظهر قلب أقوال الرسول: «إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع»؟ ( رو 8: 1 ).

لكن ما هي حال «الذي لا يؤمن به»؟ إن الدينونة ليست في انتظاره، بل حقَّت عليه، وتقررت له منذ أن أعلن أو أظهر عدم إيمانه «باسم ابن الله الوحيد». إنه «قد دين»، والحرف «قد» للتوكيد والتأييد. فليس فقط أن المؤمن لا يُدان بل إنه ليس هدف الدينونة، صحيح إنه أمام كرسي المسيح ستمتحن النار أعماله، ولكنه هو شخصيًا لن يكون موضوع امتحان أو اختبار لتقرير المصير. ولاحظ أن الدينونة قد تقررت ـ كما قلنا ـ على غير المؤمن، ليس من أجل أعماله الشريرة أولاً، ولكن لأنه لم يشأ أن يؤمن باسم ابن الله الوحيد، لقد رفس الخلاص الذي ابتدأ الرب بالتكلم به، بل رفض «ابن الله الوحيد» الذي اتضع وهو في رداء الجسد، ولذلك فإن هذا المتضع «ابن الإنسان» هو الذي يدينه في اليوم المعيَّن «لأن الآب لا يدين أحدًا، بل قد أعطى كل الدينونة للابن، لكي يُكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب» ( يو 5: 22 ، 23).

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net