الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 ديسمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شاول الطرسوسي أول الخطاة
صادقة هي الكلمة ومُستحقة كل قبول: أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلِّص الخطاة الذين أولهم أنا ( 1تي 1: 15 )
عند قراءتنا 1تيموثاوس1: 15 لا يجب أن ننشغل بأفكار الإنسان بل بتصريحات الله، وهذه التصريحات تنص على أن بولس كان أول الخطاة؛ ذلك الوصف الذي لم يُطلَّق على أحد غيره. صحيح أن كل قلب متضع يشعر بل يَعتبر أنه أنجس وأشرّ قلب، ولكن ليس هذا هو المقصود هنا لأن الروح القدس لا يعلن إلا عن بولس وحده أنه أول الخطاة، ولا يجب أن نُضعف البتة من قوة وفائدة هذه الحقيقة نظرًا لأن الوحي دوَّنها لنا بقلم بولس نفسه، بل ينبغي أن نعتبر أن بولس كان أول الخطاة حقيقةً، فمهما بلغ شر أي إنسان، فبولس يستطيع أن يقول: ”أنا الفائق في هذا المضمار“. بل مهما بلغت درجة سقوطه وانحطاطه فإنه يسمع صوتًا صاعدًا إلى أذنيه من هوة أعمق يناديه “أنا الأوَّل”. ولا يمكن أن يكون هناك أولان وإلا كان الوحي قد قال إنه “من أوائل الخطاة” وليس «أول الخطاة».

ولكن لنتأمل في غرض الله من معاملاته مع أول الخطاة هذا «لكنني لهذا رُحمت: ليُظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولاً كل أناةٍ، مِثالاً للعتيدين أن يُؤمنوا به للحياة الأبدية» (ع16).

فأول الخطاة موجود في السماء الآن، ولكن كيف تسنى له الوصول إلى هناك؟ بدم يسوع وحده، وفضلاً عن ذلك فهو عيِّنة المُخلَّصين الذي يتطلع إليه الجميع ليروا فيه كيفية الخلاص، لأنه كما خَلُص رأس الخطاة، هكذا يمكن أن يَخلُص مَن هم أقل منه خطية على نفس الطريقة. والنعمة التي أدركته لا بد أنها تستطيع أن تدرك الجميع، والدم الذي استطاع أن يُطهر أول الخطاة لا بد أنه يقوى على تطهير الجميع، لذلك يستطيع بولس أن يقول لأشرّ الخطاة الموجودين تحت القبة الزرقاء ”أنا أول الخطاة ولكنني رُحمْتُ، فانظروا فِيَّ مثال أناة المسيح“، فلا يوجد خاطئ على حافة جهنم مهما كانت درجة شره أبعد من أن تصل إليه محبة الله، أو دم المسيح، أو شهادة الروح القدس.

أقبلوُا نحوي فإني جِئتُ من أجلِ الخطاهْ
إنني الخبزُ السماوي أكلُهُ يُعطي الحياهْ
فهلُم الآن يا مَنْ باتَ في أسرِ الهلاكْ
واسألِ الغفرانَ واقبَلْ هِبَةً ممَّن دعَاكْ
لا تُقَسِّ القلبَ واسمَعْ صوتَ فاديكَ الحنُونْ
وانتَبِهْ وادنُ سريعًا قبلَ إتيانِ المَنونْ

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net