الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 31 ديسمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح.. مصدر القوة الوحيد
كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة، كذلك أنتم أيضًا إن لم تثبتوا فيَّ ( يو 15: 4 )
تأمل في عناقيد العنب المُدلاة من الغصن. أين وجد الغصن القوة لكي ينتج مثل هذه الثمار الرائعة؟ يقينًا ليس بواسطة مجهوداته، بل بمجرد ثباته في علاقة حية بالكرمة، التي ترسل بدورها عُصارة الحياة المُنعشة إلى الغصن فيُثمر. وهذا ما يحدث معنا كمؤمنين. فنحن بلا قوة في ذواتنا لنُثمر لله، وذلك حتى في وجود الطبيعة الجديدة التي تشتاق إلى ذلك الثمر المبارك. وكل مجهوداتنا الشخصية سعيًا وراء قوة في أنفسنا، تنتهي بالفشل والانكسار. ولكن عندما ندرك حقيقة أننا بلا قوة، ونكف تمامًا عن محاولات البحث عن قوة فينا، ونتحول بأنظارنا عن أنفسنا إلى الرب يسوع ونثبِّتها عليه، فإن القوة عندئذٍ ستتدفق من شخصه الكريم بالروح القدس وتهَبنا نُصرة على الخطية، ونُثمر في حياتنا ثمرًا يمجد الله، وتجلب لنا الفرح والسلام.

ولنا مثال آخر يوضح لنا الأمر ذاته، وذلك في سير بطرس على الماء في متى14: 28- 33، فلم تكن لبطرس أية قوة في ذاته ليمشي على الماء بكل تأكيد. ولكنه عندما ثبَّت عينيه على الرب، فإن الرب شدّده وأعطاه قوة إلهية خاصة أمكنه بها السير على الماء خطوة تلو الأخرى. ولكن، وللأسف، عندما تحولت عينا بطرس عن الرب، ابتدأ يغرق على الفور. فماذا فعل لحظتها؟ هل حاول أن يبحث عن قوة في نفسه؟ كلا، لقد فعل الشيء الوحيد الذي يقدر عليه؛ صرخ إلى الرب لينقذه من الغَرَق. وفي الحال مدّ الرب يسوع يده وانتشله، وهذا عين ما يحدث معنا في حياتنا الروحية، إذ نحن لا نمتلك أية قوة في أنفسنا، ولكننا إذا ثبتنا أعيننا على الرب، وسرنا أمامه في النور، فإنه سوف يؤيدنا بالقوة؛ بالروح القدس لنسلك بما يمجده. وإن تحولت أعيننا عن الرب في لحظة ضعف وغفلة، علينا وقتها أن نصرخ إلى الرب طلبًا للمعونة، تمامًا كما فعل بطرس، وساعتها يتدخل الرب وينقذنا.

أحبائي .. دعونا لا ننسى أبدًا هذه الحقيقة الهامة: أن المسيح هو دائمًا وأبدًا العلاج الفعلي والعملي لكل ما يزعجنا ويتعبنا، وبدونه لا نستطيع أن نفعل شيئًا (بحسب فكره ولمجده)، وكلما حفظنا أنفسنا بالقرب منه، ملتصقين به في شركة سرية عميقة معه، كلما اختبرنا النصرة والفرح والسلام، ذاك الذي بدونه لا نعرف معنى السلام أو الفرح الحقيقي.

أ.ج. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net