الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 ديسمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصليب
حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح(غلا6: 14)
لنقف لحظة لنتأمل صليب المسيح في صورتيه الأساسيتين. أي كأساس سلامنا وكأساس شهادتنا، فإني أرى هناك أساس سلامي الأبدي، أرى أن خطيتي قد دينت هناك، وأرى أن خطاياي قد حُملت عني هناك، أرى أن الله بحق ”لي“. إن الصليب يُعلن الله كالمحب للخاطئ، ويُظهره في صفاته العجيبة كإله بار ويبرر أشر الخطاة. إن الخليقة، وأعمال العناية قد فشلت في هذه الناحية. ففيها بدون شك أستطيع أن أعرف قوة الله، وجلاله وحكمته، ولكن هذه الأشياء في حد ذاتها هي ضدي لأني خاطئ، وأن هذه القوة وهذا الجلال وهذه الحكمة لا تستطيع أن تنزع خطيتي، ولا تستطيع أن تجعل الله بارًا عندما يقبلني. أما في الصليب، فإني أرى الله يدين الخطية بطريقة تمجده هو نفسه إلى الأبد. أرى إظهار صفاته الإلهية المجيدة وانسجامها الكامل. أرى المحبة، في أجلى صورها، محبة تأسر قلبي وتقنعه وتشدده، وتفصلني عن كل شيء آخر لا يتفق مع هذه المحبة. وأرى الحكمة، حكمة تخزي الشياطين وتدهش الملائكة. وأرى القدرة، قدرة تزيل كل الموانع، وأرى القداسة، قداسة تنفر من الخطية إلى أبعد الحدود، لأن الصليب هو أقوى تعبير عن مدى كراهية الله للخطية. وأرى النعمة، نعمة تضع الخاطئ في محضر الله نفسه، بل أكثر من ذلك تجعله موضوع محبة قلب الله. أين أستطيع رؤية هذه الأشياء بعيدًا عن الصليب؟ انظر من كل جانب، فلن تجد ما يجمع بصورة كاملة ومجيدة هذين الشيئين العظيمين: «المجد لله في الأعالي» و«على الأرض السلام» مثل الصليب.

فما أعظم قيمة الصليب! إنه من وجهة النظر هذه، أساس سلام المؤمن وأساس عبادته ومقامه الأبدي لدى الله. إن الصليب يعلن هذا بصورة مجيدة! وما أعظم الصليب في نظر الله، كالأساس الذي عليه يستطيع إعلان كمالاته الفائقة، وأن يعامل الخاطئ بحسب واسع نعمته! إن للصليب قيمة في نظر الله عظيمة حتى إنه ـ كما يقول أحد الكتَّاب: ”كل ما قاله الله وما عمله من البدء، يدل على أن الصليب كان يشغل المكان الأول في فكره. وهو أيضًا سيكون المركز الجذاب العظيم للتعبير عن محبة الله الفائقة طوال الأبدية“.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net