الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 فبراير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لوط وإبراهيم
فرفع لوطٌ عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقيٌ... فاختار لوطٌ لنفسه كل دائرة الأردن... ونقل خيامه إلى سدوم ( تك 13: 10 - 12)
إن ثياب إبراهيم تدنست ولبس أحيانًا ثوبًا مختلطًا ( تث 22: 11 )، لكنه تنظف من لوثته وخلع ثيابه. أما لوط فلم يعمل ذلك، لأنه كان خائنًا لدعوة الله، استوطن حيثما كان يجب أن يكون غريبًا، واختار أرض السقي، واختار بيته في مدينة، بينما كان الله يرى إبراهيم يجول من مكان لآخر، ومن خيمة إلى خيمة، ومن مسكن إلى مسكن، وما أقل السواد الذي عَلا صحيفته البيضاء.

كان لوط رجل المبادئ المختلطة كل أيامه، أما إبراهيم فكان مُخلصًا لدعوة الله. لوط ساقته مبادئه الكاذبة إلى الخجل والبؤس والشقاء، قد أُخذ أسيرًا من بلدته وكان على حافة الهلاك، لولا أن إبراهيم أنقذه، وهذا ما نراه في الكنيسة، فكم من شاهد قام فيها فنجّاها، ولكنها نظير لوط الذي خلُص كما بنار بادت التعزية من نفسه البارة وحل العذاب مكانها. فأين بهجة الأفراح في لوط؟ وأين الوجه المُنير وأين الفرح؟ بل أين القوة وأين النُصرة؟ بل أين الظَفَر؟ أين هتاف الروح؟ بل تهليل العواطف؟ مسكين لوط وأي مسكين!! قصدته الملائكة تُقدم رِجلاً وتؤخر أخرى نافرين منه، بينما كان ربهم وسيدهم في لذيذ الحديث مع إبراهيم، والألفة والدالة مع عمه.

كان يكفي لوط أن ينجو بحياته غنيمة، بينما كان إبراهيم ماكثًا في الأعالي يرى من هناك سقوط الدينونة ووقوعها. أ ليس في هذا معنى لنا؟ ألا نقرأ فيه درسًا؟ ألا نأخذ لنا منه تعليمًا؟ فبعد أن اتخذ لوط مَسلَكه وتشرَّبت روحه من المبادئ المختلطة، أصبح حائدًا ضالاً عن سبيل دعوة الله التي لو أطاعها لحفظته؛ فاقدًا الشركة بينه وبين إبراهيم، ذلك البطل الذي يركض لمعونة أخيه في يوم بؤسه؛ أخيه الذي استُهدف للخطر من جراء مبادئه الفاسدة، دون أن تكون شركة بينهما أو تتلاقى أرواحهما. قديس الله يعترف به كقريبه ويعمل له عمل الوالي، ولكن لا شركة ولا عِشرة، وهذا هو الجاري في يومنا. هكذا كان لوط، فلم يجعل دعوته واختياره ثابتين، وما كان لشعب الله أن يعتقد في صحة إيمانه لولا شهادة الروح القدس غير العادية عنه ( 2بط 2: 6 - 9).

طوبى لمَن يخشى العلي ربَ السماءِ البارْ
ولا يكونُ تابعًا مشورةَ الأشرارْ
يَلهَجُ في قولِ العَلي في الليلِ والنهارْ
يكونُ مِثلَ شَجَرٍ بجانِبِ الأنهارْ

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net