الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 23 فبراير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بائسٌ ومسكينٌ
وأبقي في وسطك شعبًا بائسًا ومسكينًا فيتوكلون على اسم الرب ( صف 3: 12 )
عزيزي، ربما عندما تقرأ هذا العنوان، تتساءل متأوهًا أو حتى متنهدًا: ”ولماذا يسمح الله بالبؤس والمسكنة؟“ وأقول لك ”متأوهًا ومتنهدًا“، مستخدمًا لغة كتابية: لنعرف أن الله الذي نتعامل معه، يُقدِّر تعبيراتنا الخارجية التي تدل على آلامنا الداخلية ويعرف كيف يعالجنا. فهوذا داود يعبِّر عما كان يجيش بصدره من أحزان قائلاً: «يا رب أمامك كل تأوُّهي وتنهدي ليس بمستورٍ عنك» ( مزمور 38: 9 ). وهوذا المُختبرون يخاطبون الله قائلين: «تأوُّه الودعاء قد سمعتَ يا رب. تثبِّت قلوبهم. تُميلُ أُذُنَك» ( مزمور 10: 17 ). ولكننا نعود فنتساءل: ”لماذا البؤس والمسكنة؟“ إن الإجابة واضحة وضوح الشمس من الآية موضوع تأملنا: «فيتوكلون على اسم الرب».

وأوَدُ يا قارئي أن تأخذ في الاعتبار، أن نبوة صفنيا كُتِبت قبل السبي البابلي، وموضوعها هو يوم الرب، وفيها نقرأ عن القضاء الذي كان وشيكًا أن ينصَّب على أورشليم آن السبي، وعلى أورشليم أيضًا والشعوب الأممية، التي أظهرت عداوة للرب ولشعبه، مستقبلاً في يوم الرب، ثم نقرأ عن الوعود والبركات المستقبلية التي للبقية الأمينة من شعب الرب.

لكن هذه الآية موضوع تأملنا، أَ هي لغة الوعد، أم الوعيد؟ أ تُعَّد ضمن مناظر القضاء، أم مناظر البركة المستقبلية؟ أؤكد لك يا عزيزي أنها لغة الوعد والبركة، لا لغة التهديد والوعيد، فكوننا نصل إلى حالة البؤس والمسكنة، فنتعلم كيف نتكل على الرب، فهذا منهاج وسبيل المُطمئنين الذين في مسكَنتهم يهتفون: «… إليك يُسلِّم المسكين أمره. أنت صرت معين اليتيم» ( مزمور 10: 14 )، إن هذه الصفات، أقصد البؤس والمسكنة، اتصف بها سيدنا المعبود في اتضاع ناسوتهِ. أ لَم يُكتَب عن لسانه بالنبوة: «أما أنا فمسكين وبائس، الرب يهتم بي، عوني ومنقذي أنت يا إلهي لا تُبطئ» ( مزمور 40: 17 )؟ أوََ لم يكن لسان حاله هو أيضًا كالإنسان: «وأيضًا أنا أكون متوكلاً عليه» ( عب 2: 13 )؟ فنحن «نُحسَبُ مستأهلين» أن نوصف بعين ما اتصف به السيد.

فليتنا نرتضي ما يسمح لنا به الرب من بؤسٍ ومسكنةٍ، فنتعلَّم كيف نتكل عليه والوعد يملأ قلوبنا: «البائسون والمساكين طالبون ماءً ولا يوجد لهم. لسانهم من العطش قد يبس. أنا الرب أستجيب لهم، أنا إله إسرائيل لا أتركهم» ( إشعياء 41: 17 ).

بطرس نبيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net