الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 10 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ولا أنا أدينكِ
قال لها: يا امرأة، أين هم أولئك المُشتكون عليكِ؟ أمَا دَانكِ أحدٌ؟ فقالت: لا أحد، يا سيد! فقال لها يسوع: ولا أنا أدينك، اذهبي ولا تخطئي أيضًا ( يو 8: 10 ، 11)
لقد بقيَ يسوع وحده والمرأة واقفة في الوسط كما أقامها الشامتون بها. وقد يقول العقل البشري: إذا كانت فرقة المشتكين قد وجدت مهربًا، فقد كان أجدر بهذه المرأة أن تبارح ”الأرض المقدسة“، لكن لسان حالها هو: ”إلى مَن أذهب؟ أنت سترٌ لي“.

«فلما انتصب يسوع ولم ينظر أحدًا سوى المرأة، قال لها: يا امرأة، أين هم أولئك المُشتكون عليكِ؟» «أين هم؟» وهم المشكو في حقهم إذ أرادوا أن يحرجوا سيد موسى وإله جبل سيناء؟ وقد ألفت نظري أن هذا الأصحاح يبدأ بالحكم بالرجم بالحجارة على المرأة الساقطة، وينتهي بالشروع في الرجم بالحجارة ضد المسيح!! ( يو 8: 5 ، 59).

«أما دانك أحدٌ؟» ومَن ذا الذي أعطاه الآب أن يدين؟ إن الآب أعطى كل أنواع الدينونة للابن ( يو 5: 22 ). وكأن الرب أراد أن يُعلن للمرأة أن الدينونة عمل قاصر على شخصه الكريم، غير أن الآب «لم يرسل ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم» ( يو 3: 17 ). فليس الآن وقت الإدانة «ولا أنا أدينك»، ولكن احترسي أن تقفي أمام عرش الدينونة العظيم الأبيض إذا استمررتِ في خطاياكِ «اذهبي ولا تخطئي أيضًا (فيما بعد)». نفس التعبير الذي نطق به السيد في مسامع مُقعد بيت حسدا «ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضًا (فيما بعد)، لئلا يكون لكِ أشر»، إذ تقف عريانًا أمام العرش العظيم الأبيض يومئذٍ. وأرجو ألا يحسب القارئ أن الرب أعطاها قرارًا رسميًا بالغفران أو الخلاص، وإنما تنازل وأمهلها حتى لا تعود إلى السيرة الأولى. فالغفران ثمرة الإيمان بشخصه الكريم كما حدث مع السامرية، وكذلك المرأة التي كانت خاطئة إذ قال لها: «إيمانك قد خلَّصك. اذهبي بسلام» ( لو 7: 50 ).

وأريد أن أقف قليلاً عند لفظ خرج من فم المرأة. أولئك الأدعياء وجهوا حديثهم إلى معلِّم «يا معلِّم»، أما هي فنادت مُبرئها، لا مُبررها، «لا أحد، يا سيد!». إذ كان في نظرها ليس مجرد إنسان، بل هو «السيد».

يا لجمال ألطافك يا سيدنا، يا مَنْ تكشف ذاتك للخاطئ المعترف بأحقيته للإدانة: «لا أحد، يا سيد!» فأنت وحدك «السيد» الجدير بالخضوع والوقار، في حين أن أولئك جاءوا إليه كمَن هو «المعلِّم». وهذا هو الفارق بين مَنْ يرى النور فيسير في هُداه، وبين مَنْ لم يرَ النور فيسير في عماه.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net