الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكتاب المقدس (2)
لأن كلمة الله حية وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدّين، وخارقة إلى مَفرَق النفس والروح والمفاصل والمِخاخ، ومُميزة أفكار القلب ونياته ( عب 4: 12 )
«كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهبًا لكلِّ عملٍ صالح» ( 2تي 3: 16 )، فليس في الكتاب شيء لم يوحَ به، وليس في الكتاب شيء غير نافع. كل الكتاب: قديمه وجديده، نبواته ورسائله، حوادثه وشخصياته، هو المَرجِع والحُجة في الموضوعات التي تناولها: ”الحياة والموت والخلود“. إنه الكتاب الوحيد لكل إنسان، وفي كل حالة ومشكلة، ولكل زمان ومكان، هو ”الكتاب المقدس“ ولا سواه، ويجب أن نثق فيه ونعتز به في أصعب الظروف وأحرجها.

وحين يُقال إنه من الواجب أن نقرأ كلمة الله، فذاك لفظ هزيل لا يتفق مع حقيقة مشاعر المسيحي. فحيث يتوفر الاحترام والمحبة والثقة، حيث توجد غبطة الشركة مع الله، فإننا ننظر إلى قراءة كلمة الله ليس كواجب من الواجبات. ذلك أن الإصغاء إلى صوت الله ليس واحدًا من الواجبات العديدة بل مصدر الواجبات جميعها، والمنظِّم لها. إن قراءة الكتاب ليست مجرد عمل تحكم ضمائرنا بسلامته وصوابه، بل إن ضمائرنا ذاتها وإرادتنا وأذهاننا وكل كياننا تستمد النور والقوة من هذه الكلمة.

نحن نحسها ضرورة أن نقرأ كلمة الله، تمامًا كضرورة الطعام بوصفه قوَام الحياة، وكما نتنفس الهواء النقي المتجدد. نعم هي ضرورة، وليست فرضًا يتعارض مع طبيعتنا ويُفرَض علينا كعبء ثقيل. هي ضرورة من حيث أن كياننا الروحي كله يحِّن إليها ولا ينجح بدونها. أَوَ ليس واحدًا من أسباب تفاهة حياتنا وفقرها، أننا لا نتنفس بالقدْر الكافي من هواء الكتاب؟ إن العِظات والنُبذ والكتب الدينية لا تحتوي القدر الكافي من الأوكسجين الإلهي الذي تنفرد به كلمة الله.

وإذا ما حالت الدراسة الدائبة للكلمة دون قراءة المؤلّفات الدينية، فلنكن على يقين إننا لا نخسر كثيرًا. ولئن كنا نستخدم الكتب التي توصِّل إلينا أفكار إخوتنا واختباراتهم، لكن لتأخذ هذه الكتب المكانة الثانية. وبقدر ما تكون للكتاب المقدس الأسبقية والأولوية، بهذا القدْر عينه تكون قوة التمييز فينا، وبهذا القدْر أيضًا ننتفع بكتابات إخوتنا. إن الدراسة الدائبة لكلمة الله تحفظنا من الاستعباد للناس، وتزيد فينا الرغبة لكي نتعلَّم بالشكر من كل خدام الرب.

أدولف سفير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net