الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 24 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رحلة لأعماق السجن
فطلب ضوءًا واندفع إلى داخلٍ، وخرَّ لبولس وسيلا وهو مرتعدٌ، ثم أخرجهما وقال: يا سيديَّ، ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟ ( أع 16: 29 ، 30)
في هذه الرحلة نغوص لأعماق السجان لنستكشف التأثيرات التي أدّت إلى خلاصه، وهي أربعة تأثيرات كالآتي:

أولاً: تأثير الأسطورة. كان الرومان يعتقدون أن مَن يملكه روح العرافة، تصبح له القدرة على معرفة المستقبل. لكن من أين لبولس القوة الفائقة التي خلَّصت الجارية من روح العِرافة؟ إذًا، فبولس وسيلا ينتميان لإله أظهر تفوقًا وانتصارًا عظيمًا على الإله أبوللو. إذًا فقد لعبت الأسطورة دورها في تحويل اندهاش الكثيرين، ومنهم السجان، إلى اندهاش وإعجاب بقوة المسيح التي حررت الجارية من قبضة الشيطان.

ثانيًا: التأثير الأدبي. عندما وضع السجان بولس وسيلا في السجن الداخلي وضبط أرجلهما في المقطرة. ورغم ما تعرَّض له بولس وسيلا من الإهانة والافتراء، ومن الضربات وما أصابهما من جراحات، لم يُبديا اعتراضًا أو تمردًا، ولم يتفوها بشتم أو لعن، بل ولم يُبديا أي نوع من الاستعطاف الذي يعكس روحًا ذليلة منهزمة في داخليهما، بل أبدَيَا مسلكًا أدبيًا رائعًا، لا نشك في تأثيره على السجان.

ثالثًا: تأثير الزلزلة. لا شك أن الأحداث عندما تلاحقت، ربط السجان بينها معًا. فعشية دخول بولس وسيلا السجن حدثت الزلزلة، والأعجب في هذا المشهد أن بولس كان هو المُمسك بزمام القيادة في السجن، فلم يهرب سجين. ولأن بولس لم يبادر بالهَرَب، فقد أدرك السجان أن الإله الذي صنع الزلزلة هو إله بولس وسيلا. وهو الآن تحت رحمة هذا الإله، لذلك نجده يطلب من رسوليه معرفة طريق الخلاص من دينونة هذا الإله. ولماذا الخوف؟ لأنه أساء إلى رسولي صانع الزلزلة. وأيضًا من جراء الشعور بخطيته.

رابعًا: التأثير الروحي. ومَن لا يجول بخاطره في تلك اللحظات الرهيبة، أنها عدالة السماء. ألا يستحق هذا الضابط عدالة السماء؟ نعم، فلماذا لم يتركه بولس وشأنه لينهي حياته بسيفه. كلا. إن صوت الرحمة وصوت النعمة تجليا بصورة عجيبة. فالرحمة تحذر: «لا تفعل بنفسك شيئًا رديًا!» والنعمة تتجاوب وتوجه «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك» وأَ لم يكن لذلك التأثير الروحي الذي أبداه بولس، سببًا في خلاص السجان؟ نعم بالتأكيد.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net