الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بطرس وسقوطه
فابتدأ يلعن ويحلف: إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه! ( مر 14: 71 )
يا للأسف! لم يكن هناك من أحد يستطيع أن يذرف دمعة واحدة لتعزية ذلك القلب المُحب في ساعة من أشد ساعاته مرارة. قد تُرك منفردًا انفرادًا كليًا، حتى بطرس الذي أعلن عن نفسه أنه مستعد أن يموت معه، نام ونعس على مقربة من آلام جثسيماني المُرّة. هذا هو الإنسان. نعم وأحسن الناس أيضًا، واثقًا بذاته بينما كان يجب أن يستخونها، نائمًا في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه ساهرًا، لا بل نقول أيضًا محاربًا في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه مُسالمًا. «ثم إن سمعان بطرس كان معه سيفٌ، فاستله وضربَ عبد رئيس الكهنة» ( يو 18: 10 ). يا له من تصرف غريب متناقض وليس في محله! هل السيف يتلاءم مع المتألم الوديع المتواضع؟

إن هذا لأمر خطير للغاية. أحد خدام المسيح المحبوبين المُكرَّمين، يسقط هذا السقوط المُحزن! ألا يعلِّمنا هذا أن نسير متمهلين! ولكن يا للأسف فإننا لم نصل بعد إلى آخر حد في سقوط بطرس، فبعد أن استعمل سيفه دفاعًا عن سيده، نجده «يتبعه من بعيد. ولما أضرموا نارًا في وسط الدار وجلسوا معًا، جلسَ بطرس بينهم» ( لو 22: 54 ، 55). يا لها من صُحبة لا تليق برسول من رُسل المسيح «أَ يمشي إنسانٌ على الجمر ولا تكتوي رِجلاه» ( أم 6: 28 )؟ إنه من أخطر الأمور على المسيحي أن يجلس بين أعداء المسيح، وإن مجرد عمله يدل دلالة واضحة على أن الانحطاط الروحي قد دب فيه، ونال منه منالاً عظيمًا. إننا نجد في حالة بطرس أدوار الانحطاط الروحي ظاهرة ظهورًا بارزًا، فأولاً افتخاره بقوته الذاتية ( لو 22: 33 )، ثانيًا: نومه في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه مُصليًا ( مر 14: 37 )، ثالثًا: استلاله السيف في الوقت الذي كان يجب أن يكون فيه خافضًا رأسه متواضعًا ( يو 18: 10 )، رابعًا: اتباعه سيده من بعيدٍ، خامسًا: إراحة نفسه في وسط جماعة من أعداء المسيح العلنيين.

ثم نصل إلى أسوأ فصل في هذه الرواية المُحزنة إذ نجد قديس من قديسي الله ورسول من رسل المسيح، يلعن ويحلف أنه لم يعرف سيده ( مر 14: 66 - 72)!! إنه يشق على البعض جدًا أن يتصوروًا أن ابنًا من أبناء الله الحقيقيين يسقط مثل هذا السقوط المُريع، ولكن ما ذلك إلا لأنهم للآن لم يختبروا الجسد وما هو.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net