الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 26 مايو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جبال من الخطايا
هأنذَا بالإثمِ صُوِّرت، وبالخطية حَبلت بي أمي ( مز 51: 5 )
إذا ما رجعت بذاكرتك عدة سنوات إلى الوراء لتتأمل حياتك الشخصية الماضية، فكم من الخطايا والشرور ارتكبتها عمدًا؟ ربما تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا. لنفترض أنك في السنوات الثماني الأولى من حياتك لم تَقُم إطلاقًا بأي عمل خاطئ بوعي وإدراك منك، كم من المرات اشتكى ضميرك عليك منذ ذلك الحين؟ لنفترض أنه اشتكى عليك في المتوسط مرة واحدة في اليوم، أي 365 مرة في السنة. وبالتالي يُصبح عدد المرات التي اشتكى عليك فيها ضميرك في العشر سنوات المُكملة لعمرك (18 سنة) 3650 مرة. وللذين يبلغ عمرهم 28 سنة يُصبح ذلك العدد 7300 مرة، وللذين يبلغ عمرهم 68 عامًا 219000 مرة.

وهنا يُطالعنا سؤال آخر: هل يُعتبر الإنسان مُذنبًا فقط عندما يخطئ عن عمد؟ ألا يُحسب مذنبًا أيضًا إذا ما كان بإمكانه بكيفية ما التعرُّف على أخطائه. هل جهلك بالقانون الوضعي يعفيك من عقوبة المحكمة؟ هذا المبدأ في كلمة الله أيضًا «وإذا أخطأ أحدٌ وعمل واحدةً من جميع مناهي الرب التي لا ينبغي عملها، ولم يعلَم، كان مُذنبًا وحمل ذنبه» ( لا 5: 17 ). هذا أمر واضح كل الوضوح. هل الإنسان كمخلوق مسؤول أمام خالقه ومُلزم أن يعطي حسابًا عن أعماله؟ كان على الإنسان أن يعمل ويحفظ جنة عدن في اتكال كامل على الله وفي طاعة له. وقد كانت علامة هذه الطاعة عدم الأكل من شجرة معرفة الخير والشر.

فماذا فعل الإنسان؟ لقد استخدم الفرصة الأولى المُتاحة له لإظهار طاعته لله واتكاله عليه لكي يتعدى الوصية بإرادته. كانت هذه هي البداية. والأمر لم يتحسن على مرّ آلاف السنين، بل ساء جدًا إذ تقول كلمة الله «ليس مَن يفهم. ليس مَن يطلب الله. الجميع زاغوا وفسدوا معًا. ليس مَن يعمل صلاحًا ليس ولا واحدٌ» ( رو 3: 11 ، 12). «إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله» ( رو 3: 23 ).

ولكن شكرًا لله، فإن كان الجميع قد زاغوا وفسدوا، فالله قد أعدَّ العلاج للجميع إذ «له يشهد جميع الأنبياء أن كل مَنْ يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا» ( أع 10: 43 ). وليس فقط العلاج للجميع، بل لجميع خطاياهم «ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» ( 1يو 1: 7 ). فيا مَنْ لم تَحتَمِ بعد في الدم ولم تَستَفِد منه، أسرع إلى التوبة والإيمان بدمه الكريم، فتنال النجاة والحياة.

هايكوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net