الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 14 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التلمذة الحقيقية
ومَن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا ( لو 14: 27 )
التلمذة الحقيقية هي تسليم كُلي تام للرب يسوع المسيح. إن المخلِّص لا يبحث عن رجال ونساء يعطونه أوقات فراغهم المسائية، أو عطلة نهاية الأسبوع، أو سنين تقاعدهم، بل بالحري يبحث عن أُناس يعطونه المكان الأول في حياتهم، ويتبعونه عن ثقة وإدراك، مستعدين لأن يسيروا في طريق إنكار الذات الذي سار هو فيه من قبلهم. وها هي شروط التلمذة كما وضعها مخلِّص العالم نفسه:

(1) محبة قصوى للمسيح: «إن كان أحدٌ يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضًا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا» ( لو 14: 26 ). هذا لا يعني أن نبغض أقاربنا أو نحقد عليهم، بل يعني أن محبتنا للمسيح يجب أن تكون قوية جدًا، بحيث تبدو كل محبة أخرى وكأنها بُغضة إذا ما قورنت بها. وفي الواقع إن أصعب عبارة في هذا الفصل هي قوله: «حتى نفسه أيضًا». فإن محبة النفس من أشد العقبات التي تعرقل التلمذة. فإن لم نضع حياتنا نفسها له، ونسلمها ليده تمام التسليم، لا نصل إلى المكان الذي يريده لنا.

(2) إنكار النفس: «إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ...» ( مت 16: 24 ). ليس إنكار النفس كقهر النفس. فقهر النفس يعني: الامتناع عن بعض الأطعمة أو بعض الملذات، أو التخلي عن بعض الممتلكات؛ لكن إنكار الذات يعني إخضاع النفس وتسليمها لسيادة المسيح، فتتخلى عن حقوقها وسلطانها، وتتنازل عن عرشها. وقد عبَّر عن ذلك هنري مارتن بقوله: ”لا تسمح يا رب أن تكون لي إرادة من ذاتي، ولا أن أعتبر سعادتي الحقيقية متوقفة ـ حتى في أقل درجاتها ـ على شيء يأتيني من الخارج، بل أن أعتبرها متوقفة بالكُلية على طاعتي التامة لمشيئتك“.

(3) حمل الصليب طوعًا واختيارًا: «إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ...» ( مت 16: 24 ). ليس الصليب ضعفًا جسمانيًا، ولا ألمًا نفسانيًا، ولا شيئًا مما يصيب البشر عامةً، بل هو طريق نختاره بأنفسنا طوعًا، وإن كان يُعَدُّ في نظر العالم هوانًا وعارًا. فالصليب يمثل العار والاضطهاد والضيق، الذي صبّه العالم على ابن الله، وما زال يصبه على جميع الذين يختارون أن يقفوا ضد التيار. وفي مقدور أي مؤمن أن يتجنب الصليب إن أراد، وذلك بمُشابهة العالم ومُجاراته لطرق أهله.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net