الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هيرودس القاتل
الشرير يُطرد بشرِّه ( أم 14: 32 )
كشفت جريمة هيرودس في حادثة قتل يوحنا المعمدان عما في القلب البشري من فساد. ففي القصر الملكي لم يكن الطَرَب والرقص والخمر والعَبَث فقط، بل كان هناك أيضًا الدم الزكي الذي أُريق. فما حدث في هذا الحفل كان يفوق ما استوجب حكم الموت على بيلشاصر ملك بابل قديمًا؛ ذلك الحكم الذي خطته اليد الكاتبة على مُكلَّس الحائط إذ تنجست أوعية بيت الله. أما في حالة هيرودس فقد أُريق دم بار، وظل صوت هذا الدم متصاعدًا من القصر، كما كان حديث الكل في قيصرية فيلبس، وكان شهادة عَلَنية لرفض صوت الرب.

بكل يقين ظلت صورة المعمدان المقتول ماثلة أمام ضمير هيرودس. وكانت كل الأمور ترتبط في تفكيره بفِعلته الشنعاء، وإذ سمع خبر يسوع، قال لغلمانه: «هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الأموات! ولذلك تُعمل به القوات» ( مت 14: 1 ، 2).

والواقع فإن الضمير الشرير دائمًا نشيط ويحرك قلب الإنسان، بينما الضمير الصالح دائمًا هادئ وساكن ومستريح. فالضمير الشرير يرى كل شيء إنذارًا، ويخاف حيث لا يوجد سبب للخوف. فأعمال الإنسان الشريرة ماثلة دائمًا أمام عينيه. وهكذا فالأعمال التي عملها الرب يسوع لم توحِ لهيرودس إلا بأن المعمدان قد قام من الأموات. ويقينًا فإن مجرد فكر كهذا لا بد أن يحوِّل حياة صاحبه جحيمًا. فقيامة شخص مقتول من الأموات يصبح شيئًا يفوق الاحتمال بالنسبة للقاتل. فهو يدل على أن ذاك الذي منه مخارج الحياة والموت، قد أخذ جانبًا مع الشخص المقتول. وهذا ما سيطر على أفكار هيرودس، وهو عينه ما سوف يحكم تفكير الناس في المستقبل عند استعلان قوة المسيح. فالعالم يرفض المسيح الآن، ولكن عندما ستُستعلن قوته، سنرى ملوكًا وجبابرة وأحرارًا وعبيدًا وقادة عظماء وأغنياء سيقولون للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا من وجه الجالس على العرش ومن غضب الخروف ( رؤ 6: 36 ).

فتجربة هيرودس وصراخ ضميره، هما صوت تحذير في آذان العالم البعيد عن المسيح. فقيامة الرب يسوع تُخبر العالم بحقيقة هامة، هي أن الله بكل عظمته يقف إلى جانب الشخص الذي رفضه وقتله.

فأين أنت؟ هل أنت في المسيح أم ترفض المسيح الذي أقامه الله؟

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net