الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الخميس 1 يوليو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شيث
وعرف آدم امرأته أيضًا، فولدت ابنًا ودعت اسمه شيثًا، قائلةً: لأن الله قد وضع لي نسلاً آخر عوضًا عن هابيل ( تك 4: 25 )
«شيث» هو ابن آدم، ولدته حواء بعد أن قُتل هابيل بيد أخيه قايين، ودَعَت اسمه «شيث» أي ”وضع“ أو ”عوض“؛ أي عوضًا عن هابيل الذي قتله أخوه، أي أنه وُضع موضع هابيل وكأن هابيل قد أُقيم من الأموات، ويصبح شيث رأسًا للجنس البشري، بينما هلكت ذرية قايين وباقي نسل آدم بمياه الطوفان.

ونرى في شيث قيامة المسيح، فلقد عبَّرت أمه عندما وُلد قائلة: «لأن الله قد وضع لي نسلاً آخر عوضًا عن هابيل». وكلمة ”وضع“ أي ”أقام“، صحيح أن هابيل مات وانتهت حياته، ولكن الله أقام شيثًا عوضًا عنه، وهنا نرى قيامة المسيح، وشيث ولد فيما بعد ”أنوش“ (هش أو ضعيف)، وبقيامة المسيح من الأموات أعلن ضعف الإنسان، فبعد موت المسيح احتاج التلاميذ لقوة عظيمة ليتوجهوا بالرسالة إلى كل مكان، وليس غريبًا أن تفعل قيامة المسيح هكذا، فهي تضع الإنسان في مكانه، كما أنها تضع الله في مكانه. فلا عجب أن يظهر الله في كمال قوته وفي ذات الوقت احتياج الإنسان إلى القوة. وبعد القيامة قال الرب لتلاميذه: «لكنكم ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض» ( أع 1: 8 ).

وبعد ولادة أنوش نقرأ هذا التعبير: «حينئذٍ أبتُدئ أن يُدعَى باسم الرب»، وبعد قيامة المسيح بدأت الشهادة عن الرب. وعبارة «حينئذٍ ابتُدئ أن يُدعَى باسم الرب» تحمل معنيين: الأول الصلاة، والمعنى الآخر هو الشهادة. بدأت الصلاة أو التوجه لطلب الرب، هذا جانب، ولكن الجانب الآخر هو الشهادة للآخرين، فكلمة «يُدعى» تُرجمت في كثير من الترجمات ”ابتُدئ إعلان اسم الرب“، والجانبان نراهما بعد القيامة في سفرالأعمال، فنرى اجتماعات الكنيسة في الفترة الأولى لسبب واحد هو الصلاة. ففي أعمال1 نقرأ عن الكنيسة مجتمعة للصلاة، ثم لا تمضي أصحاحات كثيرة حتى نجد الشهادة للمسيح المُقام، وتوجه هذه الرسالة إلى الأرض كلها. ولا عَجَب أنه بعد مجيء شيث ونسل شيث، تبدأ الشهادة لله على الأرض، كذلك فإن المسيح بعد قيامته ـ وليس قبل ذلك ـ استطاع أن يقول: «إني أصعد إلى أبي وأبيكم، وإلهي وإلهكم». فها الله ذاته وقد بدأ يُعلن عن ذاته. ومن أين كنا نستطيع أن نعرف الله في هذه الصفة لولا موت المسيح وقيامته، عُرف الله كالآب وكإلهنا أيضًا؟

إسحق شحاته
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net