الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 14 يوليو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خطف شيطاني
اسمعوا! هوذا الزارع قد خرج ليزرع، وفيما هو يزرع سقط بعضٌ على الطريق، فجاءت طيور السماء وأكلته ( مر 4: 3 ، 4)
يشرح لنا الرب نفسه مَثَل الزارع فيقول: «الزارع يزرع الكلمة، وهؤلاء هم الذين على الطريق، حيث تُزرع الكلمة، وحينما يسمعون يأتي الشيطان للوقت وينزع الكلمة المزروعة في قلوبهم» ( مر 4: 14 ، 15).

فالطريق يُشير إلى حالة قلوب بعض السامعين. إنها نوعية من الناس لا يكترثون كثيرًا بما يسمعونه، إنهم مُصابون بحالة من الاستخفاف وعدم الاستعداد لقبول الكلمة، وهذا ما يجعل الشيطان يُبادر، وبكل سهولة، كما يذكر لنا البشير متى «ويخطف الكلمة» ( مت 13: 19 )!

فرغم أن الكلمة وصلت إلى القلب، إذ إن كلمة الله تناسب حاجة قلب الإنسان بغض النظر إن كان يقبلها أو لا يقبلها، لكن لأنهم عديمو الانتباه وغير مُبالين، سرعان ما يخطف الشيطان ما زُرع على سطح القلب ولم ينغرس فيه. وما أكثر النفوس التي يهيئ لها الله فرصة تلو فرصة، فيها يسمعون كلمة الله المُخلِّصة ( يع 1: 18 )، والمطهِّرة ( أف 5: 26 )، لكنهم بكل أسف يسمحون للشيطان أن ينزع الكلمة، إذ هم أصلاً غير جادين لاستقبالها! ألا نرى في هيرودس مثالاً لذلك. لقد كان مُغرمًا بسماع كلام يوحنا المعمدان، بل كان يسمعه بسرور ( مر 6: 20 )، ولكنه لم يكن عنده استعداد قط أن يتجاوب معه، بل عندما تحرَّك ضميره وتوبَّخ من يوحنا، نجده يزيح يوحنا من أمامه ويُدخِله السجن، بدلاً من أن يعترف بخطئه ويتوب ( لو 3: 19 ، 20)!!

أوَليس هذا ما حدث مع فيلكس، إذ تكلم بولس إليه بكلام الله، ولكنه بكل أسف لم يستجب لها: «وبينما كان (بولس) يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعب فيلكس وأجاب: أما الآن فاذهب، ومتى حصلت على وقت أستدعيك» ( أع 24: 25 ). لقد وقعت الكلمة الصالحة على قلبه الفاسد، وتأثر بها في البداية، حتى إنه ارتعب، لكنه لم يكن مستعدًا أن يتجاوب معها، ولجأ إلى المُماطلة، فضاعت منه الفرصة، وإلى الأبد! ولا عَجَب أن نجده بعد ذلك يدعو الرسول بولس مرارًا كثيرة، ويتكلم معه ( أع 24: 26 )، ولكننا لا نقرأ قط أنه ارتعب كالمرة الأولى، أو تجاوب مع الكلمة بأية صورة كانت. لقد كان قلبه كالطريق، إذ استقبل كلمة الله، ولكنها لم تجد مكانًا تستقر فيه، فخطفها الشيطان من قلبه بكل سهولة!

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net