الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 يوليو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اختبار حبقوق
والبار بإيمانه يحيا ( حب 2: 4 )
«البار بإيمانه يحيا».. هذه الآية العظيمة، التي هي ملجأ الأتقياء في زمان طغيان الشر وسيادة الشيطان، ورَدَت في نبوة حبقوق. وهي نبوة تحدثنا عن الحيرة التي تنتابنا حينما نتأمل في ما هو حادث حولنا، إذ نجد أننا في عالم يسوده التشويش. لماذا لا يتدخل الله؟ لماذا يبدو الله صامتًا ومُحتجبًا، ونحن نعلم أنه إله قدوس، وعيناه أطهر من أن تنظرا إلى الشر، ولا تستطيع النظر إلى الجور ( حب 1: 13 )؟ لماذا إذًا ينظر إلى الناهبين وكأنه لا يُبالي، ويصمت حينما يبلع الشرير مَن هو أبرّ منه؟

وللبحث عن إجابة سديدة لهذه التساؤلات المُحيرة، اتجه حبقوق إلى إلهه، وانتصب على مرصده مُصليًا متأملاً وفاحصًا للنبوة، والله الذي يعزِّي المتضعين، ويشجِّع المنحنين، أعلن له إجابة جعلته يركض ليُخبر الآخرين. فالله له خطة، كما أنه حدد موعدًا للتنفيذ ( حب 2: 3 ). وهو ـ تبارك اسمه ـ في هيكل قدسه، وكل زمام الأمور في يده، وحينما يأتي وقت التنفيذ ستصمت كل الأرض قدامه ( حب 2: 20 )، وحينئذٍ ستمتلئ الأرض من معرفة مجد الرب كما تغطي المياه البحر ( حب 2: 14 )، وستعود الأمور إلى نِصابها. ولكن حتى يتم ذلك، على البار أن يحيا حياة الإيمان.

بعبارة أخرى فإنه طوال فترة أناة الله وتحمُّله للشر، على شعب الله أن يتعاملوا مع المشهد بالإيمان، تملأهم الثقة أن الله لم يفقد السيطرة على الأوضاع، وأنه عنده رجل سيُدخِله إلى العالم في الوقت المعيَّن ليصحح كل الأوضاع الخاطئة والمقلوبة فيه.

ولذلك ما أجمل أن نقرأ سفر حبقوق ونتفهَّم معانيه طوال فترة صبر الله. إن حبقوق الذي بدأ متحيرًا (ص1)، ودخل إلى عرش النعمة متسائلاً (ص2)، خرج منه ساجدًا (ص3). والذي غيَّر حاله من الأنين في أصحاح1 إلى الترنم في أصحاح3 هو الإيمان في أصحاح2. فبمجرد أن ملأ الإيمان قلبه، حُلَّت المشكلة التي كانت تقض مضجعه، فغنَّى على ذوات الأوتار ترنيمته المشهورة، التي تعبِّر عن الثقة في الله، على الرغم من كل شيء، فقال: «فمع أنه لا يُزهر التين، ولا يكون حملٌ في الكروم، .... والحقول لا تصنع طعامًا. ينقطع الغنمُ من الحظيرة، ولا بقرَ في المذاوِدِ، فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي. الرب السيد قوتي، ويجعل قدميَّ كالأيائل، ويُمشيني على مرتفعاتي» ( حب 3: 17 - 19).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net