الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 يوليو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
من الأعماق
فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت، وقال: دعوت من ضيقي الرب، فاستجابني ( يون 2: 1 ، 2)
نرى في صلاة يونان، هذه الأمور التي تستحق التأمل:

1ـ اعترافه: في صلاة يونان اعترافًا منه بأن الرب هو الإله الذي يعبده يونان، وهذا الاعتراف يعبِّر عن إيمانه ومعرفته الحقيقية بالرب ( يون 1: 9 ). ومن ثم كان الالتجاء إليه في ضيقه ومِحنته، ولأنه لم يكن يضارب الهواء، فقد أقرّ في نهاية صلاته أن الذي استجاب له هو مَن يعبده ويعرفه.

2 ـ أسلوبه: أن ليونان أسلوبه الخاص في هذه الظروف. فتارةً يدعو الرب، وتارةً يصرخ، وتارةً يذكر الرب. فالحالة التي نكون عليها هي التي تُملي وتفرض علينا الأسلوب الذي نتكلم به مع الرب، والروح القدس فينا يعبِّر من خلال صلواتنا بأسلوب يتوافق مع حالتنا الحقيقية ومع مشيئة الله أيضًا.

3 ـ ثقته: إن الألفاظ التي نطق بها يونان تعبِّر عن ثقته الشديدة بالرب، فيقول للرب: «سمعت صوتي» وبكل يقين يقول: «استجابني» رغم أنه في جوف الحوت، وذلك لأنه امتلك الإيمان الواثق الذي لا يتزعزع، والرب لن يخزي إيمانًا يعرف أن طريقه ينتهي في الله ذاته.

4 ـ حالته: كيف تخرج صلاة من إنسان في مثل حالة يونان، فهناك التيارات واللُجج، ولقد تأذى جسديًا، وإذ دخلت المياه إلى نفسه فنرى أنه تألم نفسيًا، وإذ التف عُشب البحر برأسه فقد تحيَّر ذهنيًا، وإذا أعيَت نفسه فيه، تحطم معنويًا، وإذ وصل لبالوعة اليأس، قال لنفسه قد طُردت من أمام عينيك، وفي كل هذا صلى يونان رغم حالته هذه.

5 ـ مادة صلاته: من أين استقى يونان مادة صلاته. إن الروح القدس هو المُعين في هذا الأمر. فهو الذي أخرج من خزانة عقل وقلب يونان ما اختزنه يومًا من المزامير حيث اقتبس مادة صلاته من ثمانية مزامير، وعرف كيف يطبقها على أحواله وظروفه لتكون المادة التي يُسرّ الله بأن يستمع إليها لأنها كلمته.

6 ـ النتيجة: إن نتيجة صلوات يونان نراها في ثلاث عبارات:

في الأولى قال: «بصوت الحمد أذبح لك» فقد قدَّم لله ذبيحة الحمد. وفي الثانية نراه يوفي نذوره، بمعنى أنه قرر الذهاب لنينوى. وفي الثالثة «للرب الخلاص». حيث أدرك أنه ليس في مقدور إنسانًا ما أن يخلص من الهاوية. فمن الأعماق خرجت أعظم الصلوات موجهة إلى عرش نعمة الله.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net