الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 28 أغسطس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اتباع الرب في اليوم الشرير
فأجاب نبوخذنصَّر وقال لهم: تعمُّدًا يا شدرخ وميشخ وعبدنغو لا تعبدون آلهتي ولا تسجدون لتمثال الذهب الذي نصبت! ( دا 3: 14 )
إن الإيمان الذي حمل أولئك الرجال القديسين على رفض أطايب الملك، هو نفسه الذي مكَّنهم بعد ذلك من احتقار تمثال الملك. فقد سبق لهم أن انفصلوا عن كل نجاسة لكي يتمتعوا بشركة عميقة مع الإله الحقيقي، وعلى ذلك لم يكونوا ليسجدوا لتمثال من ذهب مهما كان عاليًا وعظيمًا. لقد عرفوا أن الله حقيقة لا تمثال، ولذلك لم يكونوا ليقدموا السجود إلا إليه.

ثم إنهم لم يكن يهمهم معارضة العالم كله لهم، لأنهم قد اكتفوا بالعيشة لله والتمتع برضاه. ولا بد أن الكثيرين اعترضوهم قائلين: ”لماذا ترفعون أنفسكم كأنكم أحكم من غيركم؟ ما أكثر ادعاءكم! أ تقاومون تيار الرأي العام بأكمله؟ أوَلا يوجد الحق إلا عندكم؟ وهل جميع الولاة والحكام والرؤساء والقضاة والمُشيرين والشحن والمرازبة غارقون في لُجّة الخطأ دونكم؟ هل من المعقول أن يكون جميع أولئك العظماء والعلماء والأشراف مُجمِعين على الخطأ، ولا يكون في جانب الصواب إلا نفر قليل من الأسرى الغرباء؟“.

كل هذه الاعتراضات لا بد أنها قابلت أولئك النذيرين، ولكنها لم تكن لتثني عزمهم أو تُرجعهم إلى الوراء. أَ يسجدون لتمثال تفاديًا لظهورهم كدائنين لباقي الناس؟ كلا، بل لا بد لجميع الذين يريدون أن يعيشوا بضمير طاهر أمام الله أن يُعتبروا مُدّعين إذ هم يدينون الآخرين بأعمالهم. وهكذا كان الحال مع شدرخ وميشخ وعبدنغو، فقد كانوا يقاومون عبادة الأصنام، ولكن العالم كله خالفهم في ذلك. فماذا إذًا؟ «ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس»، وليعمل الآخرون كيفما أرادوا «أما أنا وبيتي فنعبد الرب» ( يش 24: 15 ).

آه أيها القارئ العزيز، هل تريد أن تسير بُخطى ثابتة إلى الأمام في طريق اتباع الرب، ذلك الطريق المقدس السامي؟ إذًا فلا تهتم إن كنت بعملك هذا تدين الآخرين أم لا تدينهم. إن أول شيء على التلميذ الحقيقي أن يعلَمه هو أن «يعرِض عن الشر» ومن ثم يتعلم أن «يصنع الخير» و«إن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيِّرًا» ( مت 6: 22 ). وعندما يتكلم الله فلا يليق بي أن ألتفت حولي لأرى كيف يكون وقع إطاعتي لصوته على الناس، وماذا تكون أفكارهم من جهتي. ولا شيء أضرّ من التردد عندما يضيء الرب أمامنا السبيل، لأننا إذا لم نَسِر بمقتضى النور الذي نحصل عليه، فلا بد أن يشملنا ظلام دامس.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net