الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 سبتمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صوت الله
الرب صنع الكل لغرضه ( أم 16: 4 )
خلق الله الخليقة فأبدع. وإنها للحظات خلاّبة حين نتأمل في جمالها، ودقة الأداء الوظيفي لكل عنصر منها، فلا يملك القلب إزاءها إلا تسبيح ذلك الخالق العظيم الذي «صنع الكل لغرضه» ( أم 16: 4 ). فكل عنصر يعمل لصالح الآخر، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في تناغم شجي، لصالح المنظومة الكونية المُتقنة؛ فهي إذًا خليقة خادمة. وليس من المُستغرب أن هذه الخليقة الخادمة تخدم خالقها، بل لعلها من الخدام الأوائل له. فمنذ القديم و«السماوات تحدِّث بمجد الله، والفلَك يُخبر بعمل يديه ... (وإن كان) لا قول ولا كلام، لا يُسمع صوتهم. (لكن) في كل الأرض خرج منطقهم، وإلى أقصى المسكونة كلماتهم» ( مز 19: 1 - 4). إننا لا نستطيع أن نُحصي مَن شهدت لهم الخليقة، وتم فيهم القول: «إذ معرفة الله ظاهرة فيهم، لأن الله أظهرها لهم. لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم، مُدركة بالمصنوعات (الخليقة) قدرته السرمدية ولاهوته، حتى إنهم بلا عذر» ( رو 1: 19 ، 20). كما لا يمكننا أن نتوقع عدد مَن، من خلال هذه الخليقة، عرفوا الخالق. إنها أول ”إذاعة“ تذيع عن الله، وأوسع ”فضائية“ انتشارًا تحدِّث بحقه.

كذلك، من خلال التأمل في الطبيعة، كم أُعلنت حقائق لقديسين. يقول المرنم: «إذا أرى سماواتكَ عمل أصابعك، القمر والنجوم التي كوَّنتها؛ (اكتشف ضآلته، فقال) فمَن هو الإنسان حتى تذكره؟ وابن آدم حتى تفتقده؟ ...» (مز8). ويقرّ الرسول بولس هذا المبدأ: «أم ليست الطبيعة نفسها تُعلمكم ...؟» ( 1كو 11: 14 )، وذلك في سياق تعليم كنسي!

وعلى مرّ التاريخ المدوَّن بالوحي، كم رأينا الله يستخدم الخلائق العجماء لخدمة مقاصده ولخير قديسيه! فقد أمر الغربان أن تعول إيليا ( 1مل 17: 4 )، وأعدَّ حوتًا ليعلِّم يونان درسه المشهور، ثم أعدَّ يقطينة ليسري عن قلبه وليعلّمه درسًا آخر ( يون 1: 17 مت 26: 74 - 11)، كما واستخدم الديك ليذكِّر بطرس بما قاله (مت26: 74، 75).

والحمار هو مَثَل رائع على استخدام الله للحيوان. فعلى سبيل المثال استخدم حمارًا لمنع حماقة بلعام العرَّاف الشرير ( 2بط 2: 16 ). لقد «أبصرت الأتان ملاك الرب واقفًا في الطريق» في حين أخفق بلعام في ذلك، وبعينيها المفتوحتين استبقت حياة ذلك الأحمق.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net