الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 12 سبتمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حادثة التجلي
إذا سحابة نيِّرة ظللتهم، وصوت من السحابة قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت. له اسمعوا ( مت 17: 5 )
لقد كانت المعمودية في بداية خدمة المسيح، بينما التجلي كان قُرب نهاية خدمته. وكما خرجت السماء عن صمتها عند مشهد المعمودية، لكي تميز المسيح القدوس عن الباقين، فقد كرر الآب على مسامع تلاميذه الإعلان عينه من فوق جبل التجلي، ليميزه لا عن الخطاة التائبين، بل عن القديسين!

لقد أخطأ بطرس عندما قال للمسيح: «يا رب، جيدٌ أن نكون ههنا! فإن شئت نصنع هنا ثلاث مظال: لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة» ( مت 17: 4 ). نعم أخطأ بطرس حينما ساوى الخالق بالمخلوق، والابن بالعبد، والسيد بالخادم. لذلك نقرأ: «وفيما هو يتكلم إذ سحابة نيِّرة ظللتهم، وصوتٌ من السحابة قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت. له اسمعوا» ( مت 17: 5 ).

ولقد انتهى مشهد التجلي الجميل بسقوط التلاميذ على وجوههم وخوفهم الشديد. ولعل النور الفائق، وصوت الآب من المجد الأسنى، سبَّبا لهم هذا الخوف الشديد، فلقد كانوا ما زالوا في أجسادهم الترابية التي لا تتحمل بهاء النور وعظمة المشاهد السمائية، لكن المسيح جاء ولمسهم. والمسيح في هذا يقف موقف المُباينة ليس فقط من التلاميذ، بل أيضًا من موسى والأنبياء العظيمين، فموسى قال يوم أن رأى مشهد جبل سيناء وقد وقف الرب عليه: «أنا مرتعبٌ ومرتعدٌ» ( عب 12: 21 )؛ وإيليا أيضًا لف وجهه بردائه يوم أن استشعر عبور الرب أمامه وهو في المغارة ( 1مل 19: 13 ). وأما المسيح فقد أتى لتلاميذه وشجعهم «فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدًا إلا يسوع وحده» ( مت 17: 8 ).

ويلذ لنا أن نلحظ كيف، في كل المواقف التي وصل فيها اتضاع المسيح العجيب إلى بُعد كبير، أرادت السماء فورًا أن تؤكد عظمته. فعندما وُلد في مذود للبهائم، ظهر جمهورٌ من الجُند السماوي مسبحين الله وقائلين: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة» ( لو 2: 14 ). وعندما أتحد نفسه مع الخطاة التائبين «السماوات قد انفتحت له» ( مت 3: 16 ). وبعد الإعلان الأول عن رفض اليهود له وقتله ( مت 16: 21 )، تبع ذلك مباشرةً حادثة التجلي ( مت 17: 1 - 8)، حيث جاءت شهادة الآب ثانيةً من السماء بأنه «الابن الحبيب» الذي فيه وجد الآب سروره.

وأخيرًا في موته فوق الصليب حدثت أعاجيب الجلجثة المذكورة في متى27: 50- 54.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net