الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 سبتمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إلى مَن نذهب؟
يا رب، إلى مَن نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك، ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي ( يو 6: 68 ، 69)
المسيح ـ تبارك اسمه ـ عنده كل ما نحتاج إليه، سواء كان للزمان الحاضر، أو للأبدية. فكلام الحياة الأبدية ينسكب من شفتيه إلى قلوبنا، ويجعل الذين يتبعونه «يرثون رزقًا»، كما أنه يمنحهم «قنية فاخرة وحظ». ونستطيع أن نقول بحق أن كل غنى العالم وما فيه من كرامة وشرف ومسرات، لا تُعتبر شيئًا بالمقابلة مع ما يعطيه المسيح. فكلها تغيب وتتلاشى كما تتلاشى سُحب الصباح، ولا تترك وراءها إلا فراغًا يورِّث الحسرة، فما من شيء يقدمه العالم يستطيع أن يُشبع مطامع النفس البشرية «الكل باطل وقبضُ الريح». وليس هذا فقط، بل لا بد من تركها. لو كان لأي إنسان كل ثروة سليمان، فكل عمرها ما هو إلا لحيظة بالمقابلة مع تلك الأبدية اللانهائية غير المحدودة التي تنتظر كل واحد منا. فعندما يأتي الموت، فكل ثروة العالم مجتمعة لا يمكنها شراء لحظة واحدة من الراحة، فالعدو الأخير لا يعرف الرحمة، لكنه بكل غلظة يكسر تلك الحلقة التي تربط الإنسان المسكين بكل مشتهيات قلبه على الأرض، ثم يطوِّح به إلى أعماق الأبدية. ومَنْ يستطيع أن يصوِّر مستقبل ذلك الشخص الذي يفتح عينيه بغتةً، وإذ هو أمام الحقيقة المُرَّة المُفزعة، إنه خسر نفسه، وخسرها إلى الأبد، بدون أي أمل! خسارة أبدية!

فإذا كان القارئ العزيز لم يَزَل من العالم، ولم يعرف الرب معرفة قلبية بعد، غير مهتم، غير مُفكِّر، غير مؤمن، فنحن نتوسل إليه الآن ـ نعم الآن حالاً ـ أن يوجه كل اهتمامه إلى موضوع خلاص نفسه عظيم الخطورة والأهمية؛ موضوع تتضاءل أمامه كل المواضيع الأخرى وتصير كَلا شيء.

«ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟» ( مت 16: 26 ). وإذا كان واحد يستفهم ماذا عليه أن يفعل في هذا الأمر، فالجواب لا شيء. لا شيء كبيرًا كان أم صغيرًا، فيسوع عنده كلام الحياة الأبدية، وهو الذي يقول: «الحق الحق أقول لكم: إن مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» ( يو 5: 24 ). هنا كل المحور الذي يدور عليه الأمر بأكمله. اسمع كلام المسيح، آمن بالذي أرسله، ضع ثقتك الكاملة في الله وأنت تخلص وتنال الحياة الأبدية ولا تأتي إلى دينونة.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net