الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مـاء من الكِفة
ثم نزل (شمشون) وأقام في شَق صخرة عيطم ... ثم عطش جدًا فدعا الرب .. فشق الله الكِفة .. فشرب .. لذلك دعا اسمه عين هقوري ( قض 15: 8 ، 18، 19)
سكن شمشون على صخرة عيطم وهناك سمح لإخوته بأن يوثقوه لفترة، لكن لمَّا حلّ عليه روح الله انفكت الوثق ككتان أُحرق بالنار، من ثمَّ قتل ألف رجل بلحي حمار ( قض 15: 9 -17). ولا شك أن قمة الصخرة هي المكان الذي منه تأتي النُصرة، لأنه يشير إلى الثبات والقوة حيث لا يمكن له أن يتزعزع رغم شدة الزوابع عليه. ولقد صار ربنا يسوع صخرة لنا، إذ وضع أساسًا عريضًا وعميقًا لا يمكن لأي هجوم أو عاصفة هوجاء أن تهزه، وكل مَنْ يبني عليه يصير في أمان إلى الأبد لأنه هو الصخرة، وفيه كل مشورات الله ومقاصده تأكدت كمَن أُقيم من الأموات، ذاك الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل. وإذا أردنا أن نكون منتصرين فعلينا أن نلتصق به ونركن تمامًا عليه باعتباره الصخرة؛ الشخص المُقام من الأموات، وبذلك فإننا نُحفظ من الإحباط والهزيمة.

وكثيرًا ما نسمع أن لحظة النصر هي لحظة الضعف الشديد، وهكذا شعر شمشون. لقد «عطش جدًا فدعا الرب وقال: إنك قد جعلت بيد عبدك هذا الخلاص العظيم، والآن أموت من العطش وأسقط بيد الغلف» ( قض 15: 18 ). وكان المدَد الذي أعدَّه الله لعبده الواهن والمتكل عليه هو بئر ماء «فشق الله الكِفة التي في لحي، فخرج منها ماءٌ، فشرب ورجعت روحه فانتعش. لذلك دعا اسمه عين هقوري» التي تعني ”بئر الصارخ“. وهذه ليست المرة الأولى في الوحي التي يُذكر فيها الماء والصخرة معًا. فكلاهما ضروري لنا لأن الماء الذي يحدثنا عن الحياة بقوة الروح، يُبقي على حياة النذير (شمشون) منتعشة ونَشِطة.

«وفي اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلاً: إن عطش أحدٌ فليُقبل إليَّ ويشرب. مَنْ آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه، لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد، لأن يسوع لم يكن قد مُجِّدَ بعد» ( يو 7: 37 -39). هذا هو الزاد لحياة النذير، لأن النفس تتصل بأمور المسيح عن طريق روح الله فتنتعش الحياة الجديدة وتتقوى.  بذلك يتجدد النذير يومًا فيومًا وينال بنفس الروح قوة لمساعدة الآخرين.

فيكَ نهرٌ سيدي يسمو مَداه
عرفّني العمق فيكَ واروني
أيها القدوس يا ربَ الحياهْ

ج. ت. ماوسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net