الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الطاعة الكاملة
ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع ( عب 12: 2 )
لو أن يسوع المسيح ربنا هزم الشيطان، عندما جُرِّب منه في البرية، بقوة لاهوته، كالله الابن، لَمَا كانت هناك تجربة على الإطلاق، وما كان هناك بالتالي مثالاً لنا في التجربة وفي النُصرة، نحتذيه أو نتشجع به. لكن ربنا يسوع المسيح دَحَر الشيطان على مبدأ الطاعة كإنسان، راسمًا أمامنا واجبنا اليومي على طريق الجهاد المسيحي والانتصار على التجربة.

لقد انتصر الإنسان يسوع المسيح على العدو وهو على مبدأ الطاعة مستخدمًا في ذلك كلمة الله، ومواجهًا الخصم بالقول: «يا شيطان»، في اللحظة التي تجرأ فيها هذا الشرير على الاستعلاء المكشوف، لأن إبليس استخدم الخداع في التجربتين الأولى والثانية، أما في الثالثة فقد جاء سافرًا بدون حياء، فكشفه الرب يسوع بقوله: «يا شيطان» ( مت 4: 1 - 11). ونحن ينبغي لنا أن نعرف هذا الطريق؛ طريق الطاعة الواعية المسرورة لأن ننفذ مشيئة الله. هذا هو طريق الجهاد المسيحي الصحيح. وحيث تكون الطاعة فهناك مُجاهدة، وحيث لا تكون طاعة فليس هناك جهاد. ولقد حاول الشيطان أن يفصل الطاعة عن الجهاد في الإنسان يسوع المسيح لمّا قال له: «إن كنت ابن الله»؛ أي إن كان لك سلطان أن تفعل ما تريد. وكأنه يريد أن يقول له: استخدم سلطانك وتخلَّ عن مبدأ الطاعة لإرادة الله «وقُل للحجارة أن تصير خبزًا»؛ أي افعل بإرادتك وسلطانك شيئًا يقتضيه ظرفك الذي أنت فيه. لكن جواب الرب يسوع كان معناه إني على طريق الطاعة، وليس لي ما أمارسه بسلطاني مستقلاً عن إرادة الله، وليس هناك مجال لأن أُملي إرادتي لأنه مكتوب: «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله»، وسوف أظل على طريق الطاعة، وفي كامل الاتكال على الله غير مستقل عنه.

مسكين آدم الذي لم يكن أمامه سوى عمل واحد من أعمال الإرادة، إن هو فعله يسقط، وقد فعله وسقط، أما ذاك الذي كان في قدرته أن يفعل كل شيء، وفي سلطانه أن يتصرف على مستوى قدرته، فثبت على مبدأ طاعته لإرادة أبيه ولم يفعل شيئًا فيه خروج عن هذا المبدأ، بل استعمل قدرته لينجز بها خدمة كاملة ويبرهن بها على خضوعه الكامل لمشيئة الآب. نعم، مباركة هي طرق الرب في وسط تشويشات المعصية ونتائج عدم طاعة الإنسان، وفي وسط آلام وأحزان، تجرَّب بها في كل شيء، ما خلا الخطية.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net