الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 17 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اتباع الرب في اليوم الشرير
أما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه، فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس ( دا 1: 8 )
كان يمكن لدانيال بحسب الطبيعة أن يقول: لا فائدة أن يحاول شخص مسبي ضعيف مثلي في اتخاذ مركز الانفصال. فكل نظام قد انهدم، ولا يمكن تنفيذ مبدأ النذير في وسط حالة خراب وانحطاط كهذه، فالأليق أن أكيِّف نفسي بحسب الظروف التي وُجدت، وأتبع المَثَل القائل: ”جارِهم ما دمت في دارهم“.

ولكن حاشا أن يقول دانيال ذلك القول، فقد كان في مستوى أرقى من ذلك بكثير، إذ حسب أنه من امتيازه أن يعيش قريبًا للرب في قصر نبوخذنصر كما في أورشليم تمامًا، وكأنه بلسان الحال يقول: ”لتكن ظروف شعب الرب الخارجية كيفما تكن، فإنه يوجد أمام كل مؤمن بمفرده باب مفتوح للتعبد والطهارة يمكنه أن يلجأ إليه بغض النظر عن كل شيء آخر“.

ألا نقول إن الانتذار للرب في بابل أروع جمالاً وأشد بهاءً وأعظم قيمة منه داخل أسوار أورشليم؟ نعم بكل تأكيد، وما أحلى وأجمل أن نرى أحد المسبيين في بابل يتخذ مقياسًا للانفصال مثل هذا، إن في هذا درسًا لجميع الأجيال، بل مثالاً مشجعًا للمؤمنين في جميع الأزمان والأحقاب، يثبت أنه في وسط الظلام والقتام يمكن للقلب المتعبد أن يسير في سبيل مُشرق مُنير، وكيف يكون ذلك؟ لأن «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد»  ( عب 13: 8 )، فالعصور تتغير، والأجيال تولي وتدبر، والأنظمة البشرية تتداعى وتسقط، ولكن اسم يهوه يثبت إلى الأبد، وذكره إلى دورٍ فدور. وعلى هذا المستوى العالي يرتكز الإيمان مرتفعًا فوق جميع التقلبات متمتعًا بالينبوع الأبدي غير المتغير لكل العطايا الصالحة. لذلك نرى الإيمان في عصر القضاة يحرز انتصارات أبهر وأمجد مما أحرزه في عصر يشوع. وهكذا أيضًا كان المذبح الذي بناه إيليا على جبل الكرمل مُحاطًا بهالة من البهاء نظير تلك التي أحاطت بمذبح سليمان بالتمام.

إن هذا لمشجع حقًا، لأن القلب الضعيف مُعرَّض للفشل واليأس، إذ يتأمل في عدم أمانة الناس عوضًا عن أن يتأمل في أمانة الله الكاملة «أساس الله الراسخ قد ثبت، إذ له هذا الختم؛ يعلم الرب الذين هم له. وليتجنب الإثم كل مَن يُسمِّي اسم المسيح» ( 2تي 2: 19 ). وأي شيء يستطيع أن يؤثر على ثبات تلك الحقيقة؟ لا شيء، وهكذا لا يستطيع شيء أن يؤثر على الإيمان المستند عليها، ولا على صرح الأمانة والتعبد المُشيَّد على ذلك الإيمان الراسخ.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net