الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 19 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابن أم أجير؟
يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك، ولست مستحقًا بعد أن أُدعى لك ابنًا. اجعلني كأحد أجراك ( لو 15: 18 ، 19)
ليس قبل أن يشعر الابن الضال بالجوع الشديد في الكورة البعيدة، وليس قبل أن يتأكد أن لا أحد يستطيع أن يُشبعه، وليس قبل أن يرجع إلى نفسه، حتى يبدأ أن يفكر صحيحًا، ويُذكِّر نفسه أن في بيت أبيه «يفضُل الخبز»، وحينئذٍ فقط يقرر «أقوم وأذهب إلى أبي»، أي حينئذٍ فقط ابتدأ يتجه إلى الله.

ولكن لماذا لم يكتفِ الابن بالعودة لأبيه؟ ولماذا أعلن أنه سوف يقول له: «يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك؟» إن هذا معناه أنه مستعد الآن أن يأخذ مكان الخاطئ الضال أمام الله. وهذه هي التوبة.

«وأقول له: .. لست مستحقًا بعد أن أُدعى لك ابنًا. اجعلني كأحد أجرَاك» (ع19). نرى الابن هنا ما زال ناموسيًا. إذا طبقنا هذه اللغة على الخاطئ وهو راجع إلى الله، نكون قد وصلنا إلى النقطة التي فيها فعل الروح القدس الكثير مع الإنسان الصادق، كشف له عن احتياجه، أنار ذهنه، قاده في قراره، أوصله لإدانة نفسه، إلا أن عمل النعمة لم يكتمل بعد. فالخاطئ الآن يُدرك بعمق عدم استحقاقه، ولكنه لم يتعلم بعد نعمة الله العجيبة التي لا تكتفي بسد احتياجه العميق. وهذا يَظهر عندما أصبح أقصى ما يتخيله ويتمناه عقل الابن الضال، هو أن يصبح أحد «الأجرى». كم ذهن الإنسان ناموسي! كم يصرّ على ما يمكن أن يفعله! كم يجادل على ضرورة الإتيان بأعماله الخاصة! فلكي يحصل ”الأجير“ على أي شيء، عليه أن يعمل.

ومبارك اسم الرب! إنه في نعمته يثابر معنا حتى يستنير ذهننا، وتختفي عداوتنا، وتُخضع إرادتنا، فنقوم ونذهب إليه.

عزيزي: هل تعرف ما كان ينتظر ”الابن الضال“ بحسب الناموس؟ «يمسكه أبوه وأمه ويأتيان به إلى شيوخ مدينته وإلى باب مكانه ... فيرجمه جميع رجال مدينته بحجارة حتى يموت» ( تث 21: 18 - 21). ولكن يا لها من مقابلة عجيبة في لوقا15: 20- 24!

في تثنية21 نرى يد الله تقع بالدينونة العادلة على الابن المعاند، وفي لوقا15 نرى قلب الله يفيض حنانًا وشفقة على التائب المسكين، مؤكدًا له أن غاية سروره هو أن يقبل الضال راجعًا إليه، فالتائب الراجع لن يُقابَل بأحجار الدينونة بل بقُبلات المحبة. فيا لروعة النعمة! يا لغناها! يا لسموها!

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net