الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 نوفمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مرقس.. صنعة صانع حاذق
يُسلِّم عليكم ... ومرقس ابن أخت برنابا، الذي أخذتم لأجله وصايا، إن أتى إليكم فاقبلوه ( كو 4: 10 )
مرقس، أو يوحنا (وهو اسمه العبري، الديني) المُلقَّب مرقس (وهو اسمه الروماني، الرسمي)، كان ”ابن عز“ من جميع النواحي!! فمن حيث الغنى يكفي أن نرجع إلى وصف بيتهم وأبوابه ودهاليزه وجواريه ( أع 12: 12 ، 13). ومن الناحية السياسية، فلقد كان روماني الجنسية، كما يظهر من لقب «مرقس» والذي كان أكثر استخدامًا، وكان هذا مركز قوة أيامها ( أع 22: 25 - 29). واجتماعيًا، الأرجح أنه كان ابن أرملة، وهذا ما يظهر من تسمية البيت باسم الأم، وربما كان وحيدًا إذ لم يُذكر له أخ. أما من الناحية الروحية، ففي بيتهم كانت تجتمع الكنيسة، وكان ذا قرابة لبرنابا أحد المتقدمين في الكنيسة في تلك الأيام (أع12)، والأرجح أنه ابن بطرس في الإيمان ( 1بط 5: 13 ). وبهذه المؤهلات اندفع مرقس إلى طريق الخدمة!! وسواء عبَّر هو عن رغبته في الخدمة لبرنابا، أو شجَّعه برنابا، فبدون أن تظهر ملامح للدعوة الإلهية نقرأ أن «برنابا وشاول ... أخذا معهما يوحنا المُلقَّب مرقس» ( أع 12: 25 ). أَ لم يكن يعلم أنه لا أساس يصلح للخدمة إلا الدعوة الإلهية، وفي التوقيت الإلهي.

لم يحتمل مُعاناة السفر في الخدمة، والظروف الصعبة، والشخصيات التي كان عليه أن يواجهها في طريق الخدمة، وطبيعة الخدمة المتعبة. وهكذا لم تصمد كل مؤهلاته، فنراه في مستهل الرحلة «فارقهم ورجع إلى أورشليم» ( أع 13: 13 ). لقد فشل في أول امتحان، ولا بد أن تُمتحن الخدمة.

هل ستبقى الحال هكذا، ذاهبًا من فشل إلى فشل؟! هل سُدَّ طريق الخدمة في وجهه أبدًا؟ مهلاً فالله لم يَقُل كلمته الأخيرة بعد. وهناك، بعيدًا عن الأنظار، حيث لا نعلم، وفي زمن نجهله، وبطريقة لا ندركها، كانت يد الفخاري تعمل لتشكلن منه إناءً نافعًا للسيد. وإذ يعود به كصنعة صانع حاذق، نراه في طليعة رفقاء بولس (فل24)، بل ويضمه في تسليماته ويوصي به ( كو 4: 10 ). وإذ يفيض السيد مستعرضًا فيه نعمته وكفايته وفنه ـ تبارك اسمه ـ ينتزع من بولس نفسه آهة إعجاب متمثلة في القول: «خُذ مرقس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة» ( 2تي 4: 11 ). «نافع»!! «لي»!! «للخدمة»!! ولا يفوتنا أن نعمة الله لم تكتفِ بذلك، بل إذ بالتلميذ الفاشل يكتب رسالة الدكتوراة في نفس المادة التي رسب فيها!! لقد استخدم الروح القدس مرقس ليكتب إنجيل الخادم!

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net