الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 ديسمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العشاء والطيب
فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها ( لو 10: 42 )
كان بقلب مرثا عنصر لا بد من القضاء عليه، واعوجاج لا بد من تقويمه كما يوجد فينا كلنا، لذلك انشغلت بخدمتها ولو قليلاً «فوقفت وقالت: يا رب، أما تُبالي بأن أُختي قد تركتني أخدُم وحدي؟ فقُل لها أن تُعينني!». هذا هو الخطأ إذ ظنت أن الخدمة منحصرة في طهي الطعام، مع أن هناك ما هو أسمى بكثير من الأكل والشرب. إن الألوف مستعدة لصُنع العشاء، ولكن ليس المعنى أن الرب يبخس العشاء حقه، ولكنه لا يستغني به عن الطيب والدموع والشعر ( يو 12: 1 - 3؛ لو7: 36- 50). وما هي لذة الخدمة وحلاوتها إذا خَلَت من تعبد القلب الصحيح؟ فهي ليست شيئًا مذكورًا. أما متى انشغل القلب بالمسيح أصبحت أصغر الخدمات وأحقرها كريمة في عينيه.

هنا السر الصحيح لكل خدمة. إنه من الهيِّن الضجيج في الخدمة، والانتقال من بيت إلى بيت، ومن مكان إلى مكان للزيارة والكلام، بينما لا يوجد فينا ذرة من المحبة المُخلِصة للمسيح والعاطفة الصادقة نحوه. وما نشاطنا إلا نشاط الشخص المشغول بذاته، ذي الإرادة العاصية الجامحة، وأعمالنا أعمال القلب الذي لم يختبر محبة المسيح. مع أنه من المهم أن نجلس عند قدمي المسيح لاستماع كلامه وتقديم السجود والعبادة له، عندئذٍ نقوم لأية دائرة يرى هو من المناسب فتح أبوابها لنا.

يا ويلنا إن أمسَت الخدمة غرضنا، فإنها تُصبح شَرَكًا وفخًا لنا وعائقًا معطلاً. أما إذا صار المسيح غرضنا، أحسَنا في عملنا دون أن نفتكر في ذواتنا أو خدمتنا.

هذا ما صار مع مريم إذ انشغلت بالمسيح لا بعملها ولا بقارورة الطيب، ولم تتداخل في أمور غيرها، فلم تنشغل لا بلعازر المُتكئ ولا بمرثا العاملة ولا بشئون البيت، بل كان المسيح شغل قلبها الشاغل، فانقادت بمحبتها إلى عمل ما يليق بهذه الفرصة، بل عملت ما من شأنه أن يُسرّ قلبه ويلّذ له، وما عملته عملته من كل قلبها. نعم، وقد قدَّر الرب عملها، فأبان لمرثا خطأها عندما اشتكت منها، وأبكم يهوذا الطماع خفيةً عندما نسب إلى حُسن صنيعها الإتلاف.

فلنسعَ أيها المؤمن المسيحي لنحيا بالقرب من المسيح فعلاً لا اعترافًا. ويا ليت نفوسنا تستظل أدبيًا في ظل محضره المقدس، فنجد لذتنا وشبعنا به، فنصبح أهلاً لخدمته وشهودًا لاسمه.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net