الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 ديسمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سيأتي الآتي
لأنه بعد قليلٍ جدًا سيأتي الآتي ولا يُبطئ. أما البار فبالإيمان يحيا ( عب 10: 37 ، 38)
إلى أن يتم الرجاء المبارك فإن حياتنا في الوقت الحاضر هي حياة الإيمان، فالرب يسوع سيأتي، وكما هو مكتوب في الأنبياء «بعد قليل جدًا» ـ ولاحظ القول «قليل جدًا» ـ «سيأتي الآتي ولا يُبطئ. أما البار فبالإيمان يحيا» والإشارة هنا إلى إشعياء26: 20 وحبقوق2: 3، 4.

كان النبي حبقوق يتوقع مجيء الرب ليخلِّص شعبه من الكلدانيين ويُظهر مجده. فالفجار قد انتفخوا بالكبرياء والاعتداد بالذات، وشعب الرب كان يصرخ في ضيق عظيم: إلى متى؟ وفي تواضع ووداعة وحزن عميق وانسحاق قلبي صحيح، كان الإسرائيلي التقي وهو يسأل هذا السؤال يتمسك بوعد الله، وهذا كان سَنده الوحيد ورجاء حياته الفريد. فالنبي وجميع الأتقياء كانوا في ضيق وتجربة وكَرب عظيم، ولم تقع عيونهم إلا على الفجور والإثم والخصام في الداخل، والخوف والرعب يهددهم من الخارج حتى صرخوا: «حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع؟» ( حب 1: 2 ). فكانوا حقًا يحتاجون إلى الصبر، وقد أجاب الرب على صراخهم وشجعهم بتجديد وعد مجيئه طالبًا إليهم أن يحيوا بالإيمان الذي هو علامة البار والصفة التي تميزه عمّن عداه «لأن الرؤيا بعد إلى الميعاد، وفي النهاية تتكلم ولا تكذب. إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي إتيانًا ولا تتأخر» ( حب 2: 3 ). أما عدم الإيمان فلا يرى إلا الإبطاء، وفي روح محبة العالم والكبرياء يهزأ قائلاً: «أين هو موعد مجيئه؟»، ولكن البار بالإيمان يحيا ـ أي إنه بالإيمان يرى مجيء الرب وينتظره صابرًا.

إن العبارة الواردة في حبقوق مختصرة جدًا، وتعليق الرسول عليها في رسالتين هامتين يعطينا المعنى الكامل لنصها الأصلي ( رو 1: 17 تك 15: 6 ). فمَن هو البار؟ إننا نقرأ عن البر لأول مرة بالعلاقة مع إيمان إبراهيم (تك15: 6). وإبراهيم هو أبو المؤمنين، فالمؤمنون إذًا هم الأبرار، وهم أبرار بالإيمان، والحياة التي نحياها الآن نحياها بالإيمان، وسوف لا ينال الخلاص الكامل عند مجيء الرب إلا المؤمنون.

ونحن نقف الآن بين نور صليب المسيح ومجد ومُجازاة المخلِّص الراجع. وهذا تاريخيًا هو مركز المسيحية المعيَّن لها من الله. فيا ليت يكون من نصيبنا جميعًا أن نؤمن وأن نرجو. نتطلع إلى الوراء بالإيمان إلى الكفارة، وإلى الأمام بالرجاء إلى المجد.

أدولف سافير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net