الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 ديسمبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ممتلئ إلى جميع شطوطه
فعند إتيان حاملي التابوت إلى الأردن وانغماس أرجل الكهنة حاملي التابوت إلى ضفة المياه، والأردن ممتلئ إلى جميع شطوطه كل أيام الحصاد ( يش 3: 15 )
ما أجمل أن نتأمل حالة الشعب وقت اجتياز التابوت الأردن وهو ممتلئ إلى جميع شطوطه كل أيام الحصاد، فلقد كانت المياه تعلو حين كان التابوت يجتاز. إن هذا ما حدث مع ربنا المعبود، لقد عجَّت عليه كل أمواج غضب الله، بكل قوتها الرهيبة. اكتنفته مياهٌ إلى النفس. أحاط به غمر ( يون 2: 5 ). يا له من مخلِّص كريم، أخذ الموت وأعطانا الحياة والخلاص والسعادة! مياه كثيرة لم تستطع أن تُطفئ محبته، والسيول لم تغمرها .. «قوية كالموت» تلك المحبة التي أدخلته إلى هناك، لكي يخلِّصنا نحن ( نش 8: 6 ، 7).

إننا في هذا المشهد (انفلاق مياه الأردن وظهور اليابسة)، نرى صورة مُصغَّرة لِما عمله الله في أحد أيام الخليقة، عندما قال: «ليكن جَلَدْ (السماء) في وسط المياه. وليكن فاصلاً بين مياه ومياه، فعمل الله الجَلَدْ وفصل بين المياه التي تحت الجَلَدْ والمياه التي فوق الجَلَدْ. وكان كذلك» ( تك 1: 6 ، 7). ومن حادثة الطوفان نفهم أن المياه المحجوزة فوق الجَلَدْ كانت كثيرة، ومخزونة لذلك اليوم ( تك 7: 12 ). ففي المشهد الذي أمامنا نرى ذات أسلوب عمل الله: «وقفت المياه المنحدرة من فوق وقامت ندًا واحدًا بعيدًا جدًا عن أدام المدينة.. والمنحدرة إلى بحر العَرَبة ”بحر الملح“ انقطعت تمامًا.. فوقف الكهنة حاملو تابوت عهد الرب على اليابسة في وسط الأردن راسخين، وجميع إسرائيل عابرون على اليابسة» ( يش 3: 16 ، 17).

إنه نفس ما كتب عنه موسى في الخلْق. إن ما قرأه الشعب في أسفار موسى ها هم يرونه الآن أمام أعينهم. إن الإله الذي خلق السماء والأرض، والذي فصل بين مياه ومياه، هو نفسه الذي فصل مياه الأردن والذي ما زال يعمل إلى الآن بقدرته العجيبة لصالحهم!!

كما نلاحظ أن اسم المدينة «أدام» هو نفس اسم ”آدم“، والمدينة رمزيًا تذكِّرنا بأن الموت (المرموز له بالأردن)، الذي جَلَبه آدم الأول علينا ( رو 5: 12 )، قد حجزه آدم الأخير جاعلاً من حق المؤمنين به أن يعبروا للتمتع بما لهم في المسيح في السماويات (مرموز لها بكنعان)، التي هي من نصيبهم منذ الآن.

عجيجُ عدلِ الله قدْ أَسْكَتهُ إلى الأبدْ
لمَّا طَمَتْ لُججُهُ عَلَيكَ يا نِعْمَ السَّنَدْ

عاطف ابراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net